ما لقصر الزهور أضحى كئيباً
بعد أن كان بهجة الأزمانِ
جلّلوا بالسواد بنيانَه الشامخَ
ثم انطوى على الأحزان
ذهب الموت بالمليك المفدّى
لم يبال بالتاج والصولجان
لم يقف دونه الشباب ولم يعصم
من الموت عزةُ السلطان
ملكُ صاغه الإله من القوة
والحزم والنُهى والحنان
والمنايا مجنونةٌ لا تبالي
ذهبت بالجريء أو بالجبان
أيه قصر الزهور رزؤك عم الكون
حزناً وقد بكى الحرمان
الشباب الجريء والهمةُ النعساء
والمجدُ والحجى والأماني
كلها روّعت لفقدك يا غازي
وجادت بدمعها الهتان
قم أبا فيصل فتاة فلسطين
تناديك من مجال الطعان
هتكوا سترها أغاروا عليها
مزّقوها بالسيف والنيران
صرخت والجراح تنغر منها
وهي حيرى مخضلة الأجفان
أين غازي أين حامي
الإسلام والإيمان
جاءها نعيه فخاب رجاها
يا لهول المصاب يا للأماني
ثم صالت وقد تملكها اليأس
بكفّ مخضوبة وبنان
فهوى عزمها وخارت قواها
من صراخ الإرهاق والطغيان
وهوت فوق تربة الوطن الغالي
بسهم أصابها بالجنان
زأرت وهي في يد المنية يا قوم
لقد متُّ في هوى الأوطان
أيها الشرق خطم القيد وانهض
للمعالي لا عاش كل جبان
وكؤوس المنون في طلب العلياء
أشهى من عيشه في هوان
آيه آل الرسول صبراً على الرزءِ
فهذي صناعة الحدثان
أمم قد خلَت وأخرى ستمضى
فلكٌ لا يني عن الدوران
وعزاء للآل أن البرايا
شاركت بالمصاب والأحزان
وعزاء لنا الأمير المفدّى
عاش للمجد والندى والطعان
دوحة بارك الإله جناها
فإذا مات مصلح قام باني