جاوبْتُهُ الليل يقرأُ للأحبَّةِ قصَّتي
ما عُدتُ محتاجًا لإبداعِ القصائدِ كي أَقُصََّ روايتي
بيني وبينَ الشِّعرِ ثأرٌ وانتقامٌ وانتظارٌ للرّصاصْ
بيني وبينَ الشّعرِ رملٌ يستحي أن يشربَ الدمَ
حين ينزِفُ من أخي ويسيلُ ممتزجًا مع النفطِ الكريمْ
بيني وبينَكَ أيُّها الشعرُ الجبانُ
هزائمُ التفعيلةِ العربيّةِ في معاقلِ بلدتي
وِابْتَدَا من (قرطبة) وشَرّق لجايْ
خُدْ وإنتَ جايّ الفَرْنَسَة والجَلْنَزَة
والأَمْرَكَة والصَّهْيَنَة والتُّقل جايّ
زهقان يا شعب من الرّموز والسيرياليّة
حاسسْ كأنّي خروف بِلِيّة
بيعلفوني ويغسلوني ف كوز غَلِيّة
ما هو لمّا (حيفا) تبقى (شيفا) وتنقلب (عكّا) لـ(يافا)
يبقى مش فاضل مسائل غير شعوري بالهيافة والسخافة
يبقى بيتنا مش هوّ المكان الصحّ ليَّ
الأصول أبقى في متحف م المتاحفْ
ينشروني ويعرضوني ع المشاوِفْ
ويكتبوا لوحة على صدري بالخطّ العريضْ:
“إحدى الإبداعات الإسرائيليّة”
عربي – أخيرًا – اعترف إنّه وليّة
(بلقيسُ) يا غيداء السهل
هذا السهلُ بَرَاحُنَا
يَا كَمْ تعانَقْنا به
ولكم نقشْنا في نتوءاتِ الحجارةِ نقشَنا
وتمايلَتْ أشجارُهُ تبني سرادقَ حبِّنا
يا ماءُ هذا النهرِ إنّي أردنيٌّ فارسيٌّ ساحلي
إنني – وبكل حزنٍ – أنتمي لقبيلةٍ تُدعى العربْ
قد علّموني أن شهداءَ العروبةَ لم يموتوا بل أحياءْ
يُرزقون بالنساءْ
علّموني أنَّ هذا النفطَ مخلوقٌ لتزيينِ النساءْ
يا ماءُ هذا النهرِ قد باعوك في قلبِ النهارْ
وينظرون الآن نحوَكَ ربما تأتي إليهم في المساءْ
وأنا وحدي واقفْ ع البارودْ
يامّه إنْ كَوَاني البارود غنيلي أغنيّة
يامّه مويل الهوى يامّه مويليّا
ضرب الحجارة أَمَارة إنّ أنا موجودْ
وأبقى إما أموت يامّايَ ويمْسِكوني الدّودْ
ويهدّوا جامِعْنا ويحطّوا نجمة داوودْ
إيّاكي تبكي عليَّ
وجوّزي البت فاطمة وخلّيها ماتخلّفش
أصل الخلَف م الليلة دي راح يبقى كله يهودْ
نفطَ العروبةِ أُمّتي باعوا العروبةَ مثلمَا باعوكَ في سوقِ الخِرافْ
سافرتُ يا نفطَ الهزائمِ واصطحبتُ الأرضَ في نفسِ السفينةِ
ليْتني يا نفطُ بحرًا لَاشتعلْتْ
وسجّلَتْ عينايَ في التاريخِ إحراقَ البواخرْ
الشعرُ يا نفطَ الأراملِ يكشفُ الداءَ المسمَّى بالرجولةِ
والقصائدُ أرّقتني.. ليتني ما كنتُ شاعرْ
ليْتني يا تمرَ نخلي ما زرعتُكَ طالَمَا ما عدتَ ثامِرْ
يا نخلَ الشطِّ هاجَرَ كلُّ شيءٍ.. مَا لَنَا نأْبَى نُهاجرْ؟!
أنت من علمتَني كيفَ الرجولة
ما الذي يُبقيكَ في وطنِ السبايا؟
لمّا يَعُدْ في موطني إلا بقايا من بقايا.. من بقايا
هذي الأرضُ امتلئتْ موتَى فدعنا نرتحلُ
في بلدتي كلُّ الرجالِ تأنَّثوا
كلُّ الرجالِ تأنّثوا وتحبّلوا وتبدّلت أوجاعُ نخوتِهِم بأوجاعِ المرأةِ
كلُّ الرجالِ تخنّثوا في بلدتي وأنا وحيدْ
أنظِمُ الشعرَ البليدْ
هذي القصائدُ وقتَها كانتْ تُخفّفُ وحدتي
والآنَ يرفضُني القصيدْ
أيُّ القصائدِ يا (صلاحَ الدينِ) قيلتْ فى زمانِكَ كيْ نُعيدَ سلامَنَا
ملّت يدايَ الشعرَ
ملّ الشعرُ منّي
سوف أرحلُ ربّما يلقاني من أرجو لقاهْ
هامشي ويّا الشحّاتين وأبكي على حِلمي اللي تاهْ
بس مش هاشحت رغيفْ
هاشحت وطن.. لله