الحمل والولادة مسئولية تختص بها الأنثى لدى البشر والحيوانات على السواء، هذا ما هو متعارف عليه، لكن لا تتعجّب إن علمت أن ثمة ذكور في مملكة الحيوان تحمل عبء هذه المسئولية عن الإناث. فرس البحر أو حصان البحر أحد هذه الحيوانات، تحمل الذكور فيها الصغار!
هل تختلف عملية حمل ذكور حصان البحر عما هو متعارف عليه لدى الإناث؟
في البداية، تقوم الأنثى بوضع بيضها داخل كيس بالقرب من بطن الذكر، ليتم إخصاب البيض بالحيوانات المنوية داخل جسم الذكر. وبعد فترة حمل تتراوح ما بين 10 – 45 يومًا ينمو فيها الصغار، ويفقس البيض وتخرج الآلاف منها دفعة واحدة، وتكون ذات حجم صغير جدًا.
يختلف البعض في أن حمل ذكور حصان البحر ليست عملية حمل كاملة، فهو ليس إلا حاضنة للبيوض التي تتشكّل داخل جسم الأنثى، والتي يتم إخصابها فيما بعد داخل جسم الذكر.
التعريف البيولوجي للحمل ينطوي على تطور الجنين داخل جسم الحيوان. فلدى الثدييات، ينمو الجنين داخل رحم الأم، وتكون المشيمة والحبل السري بمثابة الاتصال الفسيولوجي بين الأم والأبناء. لكن في حالة فرس البحر، فإنه في مرحلة من المراحل قد يتخلّى عن الكيس الذي يحمل صغاره فيه. وأيًا كان مسمى ذلك، فالطريف أن علامات الحمل المعهودة كبروز البطن والانتفاخ تظهر على ذكور فرس البحر جلية!
ليست ذكور فرس البحر هي من تقوم بالحمل والولادة فقط، لكن هناك أمثلة أخرى يكون فيها الذكر حاضنًا للبيض. فهناك أنواع من الضفادع يحمل فيها الذكر البيوض المخصّبة داخل كيس في فمه؛ حتى تفقس ويخرج الصغار!