(المرحوم الشهيد الحاج عبد الحسين جيتا بائي كوكل)
. هو تاجر من عائلة متطرفة في هندوسيتها. من منطقة على الحدود الهندية- الباكستانية يسكنها الهندوس والمسلمين الشيعة. كان يعمل بتجارة التمور والحبوب بين الهند والبصرة. يقال ان سبب اسلامه، انه كانت عنده طفلة عمرها 6 سنوات. وكان يميزها بالمحبة من بين اخوتها. في ليلة العاشر من محرم، كانت الطفلة تشارك صديقاتها جاراتها من الشيعيات اللطم ضمن موكب يسير في الطرقات، فصدمتها سيارة وماتت. وكعادة الهندوس فقد قام والدها بوضع الحطب والنفط على جثمانها واشعل النيران فيه الا ان الجسد لم يحترق رغم تكراره للعملية. عندئذ قال له جاره رجل الدين المسلم.. ان جسدها لن يحترق مادامت ماتت وهي تلطم على الحسين. فكانت هذه الحادثة سببا في اسلامه وتطوعه في خدمة الدين والمذهب. وقام بتبديل اسمه الهندوسي الى (عبد الحسين). كان للمرحوم جيتا عدة جراديغ للتمور واسياف للحبوب. وكان له في كل منها مكتب صغير كنا نسميه (اوفيز) من كلمةoffice .اضافة الى العديد من الجوامع والحسينيات في مختلف المحافظات. ومنها جامع الجمهورية الكبير في شارع المكاتب. وحسينيته الحالية في الداكير مقابل كراج القرنة والمدينة. وكان مكتبه الرئيسي في سوق التجار.. سوق او شارع البنات حاليا والموازي لشارع الصيادلة. وكان عبارة عن بناية كبيرة.. اتخذها مصرف الرافدين (فرع الصيادلة)في السبعينات والثمانينات مقرا له .
حيث جاءت تسميته من هذا الموقع. ,ويحكي لنا استاذ مهدي نمر الكناني فيقول كان والدي يعمل معه. ووالدتي مسؤولة(تنديلة)على النساء اللائي يعملن في (اللكاط)اي التقاط وعزل التمر والخلال المطبوخ الجيد عن غير الجيد في الجرداغ. لذا عرفته انا عن قرب رغم صغري.. كان كريم النفس الى حد يصعب وصفه. كانت العاملات في الجراديغ والعمال في الاسياف الذين يعملون معه، ياخذون اعلى الاجور قياسا ببقية التجار.
وفي احد المرات قام مجموعة من الصوص في الليل سطوا على علوة حجي جيتا وسرقوا كيس تمن وكيس طحين. بعد ان هددوا الحارس وهو رجل فقير. وهو الذي حكى الحكاية. في اليوم الثاني وجدنا مقابل بيتهم كومة من التمن غير المستوي مع ماء الطبخ. وقتها جميع اهالي المنطقة قالوا انه من الذي سرق من الحجي وانه لم ينضج رغم انه على النار لساعات. فاخذت الناس، وضمنهم امي، تضع الحناء على جرداخ ومخزن الحاج جيتا.
وكان كريم جدا مقارنة ببقية التجار، اضافة الى تميزه بتقديم وجبة ريوك لهم وهي عبارة عن لفة حلاوة(عندما كانت الحلاوة اكلة الميسورين).. اولفة لبلبي او لفة (اكلة هندية تشبه الفلافل لكنها حارة وشكلها غير مستوي).. اضافة الى بطل البيبسي,والحديث لااستاذ مهدي نمر عن الحاج جيتا يقول . في احدى المرات، في بداية ظهور الراديو الترانسستر، وكان عمري حوالي ست سنوات، كان المرحوم جيتا يتجول بين العمال ومعه والدي، وبيده راديو ترانسستر شغال. وكان في ذلك الوقت شيئا عجيبا، دفعني فضول الطفولة الى ان امد يدي عليه واتحسسه متعجبا، فانتبه لي المرحوم، فما كان منه الا ان ناولني الراديو وقال لي بلكنته الهنديه:خوز هازا لك. ولكن والدي رفض ذلك ونهرني. ولكن المرحوم اصر على اعطائي اياه كاحسن واغلى هدية يستلمها انسان في ذلك الوقت.، احتفظنا بها في بيتنا لسنين طويلة. في نهاية عام 68 ولما لم يمض على استلام البعثيين الحكم، اكثر من اربعة اشهر حتى اخذوا يعرضون في التلفزيون من اتهموهم ظلما وزورا بانهم جواسيس لاسرائيل لغرض تلهية الناس عن السياسة.انتهت باعدام العشرات منهم. ابرزهم عبد الحسين جيتا وزلخة (يهودي)عنده محل لبيع الزجاجات والفافون مجاور قرطاسية العلي وسط سوق المغايز. وزكي زيتو(مسيحي)، صاحب محل اجهزة كهربائية في سوق حنا الشيخ مقابل النهر. الان مطعم ومرطبات الامل. والشاب الوسيم جمال صبيح الحكيم. من اهالي الخندق. ويقال ان سبب اعدام جيتا انهم طلبوا منه ان يظهر على التلفزيون ويقول ان زلخة جاسوس وانه طلب منه الانضمام ورفض ولكنه رفض ان يعدم انسان بكذبة منه. وعندما اعدموهم وعلقوهم في ساحة ام البروم، قالوا انه بهائي. وان اسمه الثالث بهائي وليس بائي كوكل
يقصدون هو بهائي وليس مسلم. وهو بالتأكيد ادعاء كاذب. وعند اعدامه احتجت كل من الهند والباكستان على اعدامه. وقد بنى المرحوم الكثير من الحسينيات والجوامع في مختلف المحافظات وفي الهند والباكستان. وهو الذي اسس جامع الجمهورية الكبير.. في منطقة الجمهورية
. اهم واكبر جراديغة يقع في الداكير. وهو الان بالضبط مكان كراج المدينة والقرنة. .