لو صدقت نظرية التطور
فإن أحد أجدادك كان أحادي الخلية
ولا بد أن آخر
كان حوتاً أو ما يشبه الحوت
خرج من البحر عظاية
ونجوا كلهم
رغم البراكين والنيازك والطوافين
والانقراض العام
ثم بعد أن استقامت ظهورهم
نجوا من الأسود والتماسيح
والطواعين ومن الملوك
ومن أنفسهم
ونجحوا في المهمة الأولى والأخيرة لهم على هذه الأرض
أن يقعوا في الغرام، ولو لِساعة
تكفي أن تنتقل هذا المعجزة إليك
فكلما رأيتَ حاملات الطائرات تشق البحر نحونا على ثقة ومهل
وكلما سمعت اصطكاك أكؤس الشمبانيا
ولاحظت ألوان الرايات مختصرةً على ربطات العنق
في إجتماعات مجلس الأمن
وأصابع موظفات الدولة التي تشبه بلح البرحي
أو نماذج مصغرةً من قلابات الإسمنت الصفر
يطبخن البامية والتقارير
أو الأثاث المذهب وصبغة شعر السيد الرئيس
أو قاضي تحقيق يلقي عليك نكاتاً يضحك منها
أو المعذبَ يمازح البقال
أو أي سحلية
وقبل أن تبحث عن خنجرٍ أو مسدسٍ، أو نعل
تذكر أنك لستَ أقل من جدك أحادي الخلية
وابحث عن أول جميلة
أو عشر جميلات إن شئت
في الشارع أو في البال
واعشق...