أزف لك التحية والسلاما
من الأعماق حبا واحتراما
تحية أمة وسلام شعب
يرى فيك الكريم أتى الكراما
يرى فيك المعين وليس خصما
يريد لنفسه منا انتقاما
يراك رسول جمع عالمي
أتى ينشي الحكومة والنظاما
فعجل في القلوب الحب تغنم
به الذكرى الحبيبة والمقاما
وإن قرار هيئتكم نجاح
بروح العدل والقسطاس قاما
وما تنفيذه إلا اختبار
لحزمك فلتكن بطلا هماما
إلى المندوب وهو أجل قدرا
من التذكير وجهت الكلام
مقالة ناصح حر صريح
يقول الحق لو لقى الحماما
فهذا الشعب كافح ثلث قرن
فلم يذعن ولا ألقى الحساما
إلى أن غادر المحتل قسرا
أراضيه وقد ولى انهزاما
تصبر بعد ذا سبعا عجافا
يراقب كشفها عاما فعاما
وجاء الحق يدحض كل ظلم
ويرسل نوره يطوي الظلاما
فحيا الله هيئتكم فليست
سوى الحصن الذي يحمي اليتامى
إذا تسمح فمطلبنا جدير
بأن يعطي انتباها واهتماما
يريد الشعب وحدته ففيها
كرامته ولا يرضى انقساما
يريد الشعب دستورا كريما
يصون حقوقه من أن تضاما
يريد مليكه الإدريس رمزا
كريما يحكم القوم الكراما
يريد الشعب تمثيلا صحيحا
ليحكم نفسه حكما قواما
يريد علاقة لا غش فيها
مع الأمم التي ترعى السلاما
وبالإيجاز يرغب كل خير
لمن في رقعة الوطن استقاما
فذي بعض الرغائب وهي تعني
بأنا أمة قصدت مراما
فإن نالته بالحسنى فنعمت
وإن منعت ستبعثها ضراما
فإما أن يكون حياة عز
وإما الموت نقبله زؤاما
ستسمع أننا في الرأي شتى
وفي الغايات نختلف انقساما
وأن لكل منطقة كيانا
برغبة أهلها الأحرار قاما
وهذه برقة اليوم استقلت
بلا تعب وحققت المناما
سيأتي دور طرابلس فورا
فتنتظم الأمور بها انتظاما
كذا الفزان يصبح مستقلا
وقدما كان منطقة حراما
فلا تسمع لأهل السين قولا
ولا عن تيمز تروى كلاما
لكل غاية يرمي إليها
ولا تخفى وإن أبدى اكتتاما
أتذكر والقضية في اقتراع
مواقفهم فهل بدوا انسجاما
وكيف يعارضون لكل رأي
وكيف يسددون لنا السهاما
وما كنيل الذي أبدى امتناعا
عن التصويت هل بلغ المراما
وماتصريح شنول في أويا
سوى تهديد من بنوى الصداما
ستسمع بعضنا يدعو إلى ما
دعى المحتل لا تبد اهتماما
فللمستعمرين دعاة سوء
يعدون السموم لنا طعاما
لقد باعوا الضمائر واستعاضوا
بها الألقاب والرتب الفخاما
فلا تسمع مقالتهم ودعهم
لما خلقوا فقد خلقوا لئاما
دع الأقوال خلفك ثم راقب
بعينك كي ترى المحن الجساما
فذي برقا يقولون استقلت
تأمل هل ترى إلا كلاما
فوالى الأمس معتمد مقيم
ينفذ ما يريد ولن يلاما
وما منحوه بالدستور شكلا
أتي المنشور يأخذه التهاما
وكل وزارة بل كل قسم
به منهم مشير قد أقاما
كمثل الفاطمي بأرض مصر
تأله فاستحل بها الحراما
يسوسون الأمور بغير عقل
تعمد من تجاهل أو تعامي
بهذا صار أمر الشعب فوضى
منظمة تثير الابتساما
فظنوا أنهم بلغوا مناهم
بهذا الفعل أو خدعوا الأناما
ولكن الحقيقة إذ تبدت
أماطت عن خداعهم اللثاما
ألا يأيها المندوب حاذر
من التقسيم إن شئت احتراما
فوحدة ليبيا لا بد منها
لتنفيذ القرار بها دواما
ووحدة شعبنا بمقومات
أتت كالشمس بددت القتاما
فنطق الضاد منطقنا جميعا
ودين الشعب إسلام ترامي
وذا التاريخ والعادات فينا
وذي الأنساب تجمعنا تماما
ورقعة أرضنا أبدا جميعا
فلم نعرف لوحدتها انفصاما
وأما اقتضته ظروف حرب
من التقسيم لا يبقى لزاما
فهذا من حديث الشعب حقا
أقدمه لحضرتكم نظاما
وعذرا إن أطلت القول إني
أردت الاختصار فما استقاما
إليك تحيتي ثم احترامي
وتقديري ومعذرتي ختاما