يا لعهد الصبا تقضي وشيكا
بين أهل فارقتهم غير سال
في بلادٍ ردت إليها فؤادي
كل أرضٍ حططت فيها رحالي
أي شجوٍ تثيره في حشا المشـ
ـتاق ذكرى سهولها والجبال
أي ماء عذبٍ وأي هواءٍ
أرج في الرياض والأدغال
أي بحر زمردي محاط
بإطارٍ من عسجدي الرمال
أي حسنٍ في كل ما تقع العيـ
ـن عليه من مونقات المجالي
من كأبنائها وقد نازلوا الدهـ
ـر فزكوا أحسابهم بالنزال
إن يقلوا عدا فسل في مدى الـ
ـقطبين عنهم جلائل الأعمال
علمتهم صم الجلاميد في جو
ن الأخاديد أو ضواحي القلال
ما هو الحزم في إتقاء المهاوي
ما هو العزم في إرتقاء المعالي
ما يقول الأقدام في كاذب الأو
جال تلقاء صادق الآجال
يا بني أمنا الأولى اغتربوا عن
ها وجالوا في الأرض كل مجال
بين معمورها وغامرها بيـ
ـن الجنوب النائي وبين الشمال
وبحسن البلاء في كل قطر
يمموه كانوا فخار الجوالي
فأعزوا مواطناً أنبتتهم
بضروب من باهرات الفعال
يا بني أمنا بمصر ومنهم
عن يميني أعزةً وشمالي
أمة الشرق تزدهي بالبنين الصيـ
ـد منكم وبالبنات الغوالي
ورجال في كل علمٍ وفن
وابتداعٍ هم صفوة في الرجال
ونساء بكل حسن وإحسا
ن شريف هن الغواني الحوالي
إن مصر التي نفرنا إليها
بحمولٍ من الهموم ثقال
يوم كانت ربوعنا تحت رقٍ
وبنوها الأحرار في الأغلال
والدعاة الهداة إلا إذا
لاذوا بمصر يسقون مر النكال
أنزلتنا داراً من العز تسلى
كل ناءٍ عن داره غير قال
لم يضق صدرها الرحيب على ما
كلفته بلاجئ أو بجال
ذاك عصر عانى به العرب
ما عانوه من محنةٍ ومن إذلال
فتقضى لا يصحب الحمد ذكرا
ه وجاءت أيام الاستقلال
دول حرة تجدد فيها
تالد المجد بعد الإضمحلال
تتولى مصر الزعامة فيه
وهي حقٌ ما حوله من نضال
جنه عند جنه عند أخرى
آهٍ لو ظل حبلها في اتصال
وطن واحدٌ فإن نقل الأو
طان فالجمع فيه جمع اشتمال
كلا اللَه وادي النيل هل
أوتي وادٍ كحسنه والجلال
وكهذا الخصب العجيب الذي كا
ن وما زال مضرب الأمثال
وكهذا الشعب الأمين الذي أو
تي أحلى شمائلٍ وخصال
وكهذا شعبٌ حر السجايا سخى
وأبى عن عزة لا اختيال
دائب شاد مجده خالد الآ
ثار من بكرة القرون الخوالي
باسلٌ لم تزده إلا ثباتاً
غمرات رمته بالأهوال
صابرٌ طاول الزمان إلى أن
رد أدباره إلى إقبال