يا ليل أبدعت نظام الحلى
وشاقنا نثرك فاسترسل
كم آيةٌ في نقطها ينجلي
نجمك والأحرف لا تنجلي
لو أدرك المحبوب من نقطها
لم يختلف في المعجز المنزل
لم يكفك اليوم الرواء الذي
يألفه في حسنك المجتلي
فزدته ما شئت من زينةٍ
بمثلها الأعين لم تكحل
جودت ما جودت تنسيقها
على المثال الأبهج الأجمل
على مثالٍ لا توافي به
إلا سعود الزمن المقبل
يا بشر هذا المنزل المزدهي
بالشمس تلقى البدر في منزل
نبتٌ جلا فرع الندى والبهى
طاهرة الموضع والمحمل
سليلة المرء الكبير الحمى
كريمة العلامة الأفضل
الثاقب الرأي الذي نوره
فاز بفانوس على المشعل
المعتلي عن دهره قدره
وفكره عن قدره معتل
زفت إلى فهمي ونعم الفتى
أن يعقد المر وأن يحلل
ذاك الذي يرقى به عزمه
من معقلٍ عالٍ إلى معقل
ذاك الذي يلبس آدابه
من الطراز المعلم الأول
ذاك الذي تعذب أخلاقه
حتى لقد تغنى عن المنهل
من عمد البيت الرفيع الذي
يصاعد الشهب ولا يأتلي
بيت كما شاء الهدى شاده
يأوي الندى منه إلى موئل
يهنيك يا فهمي قران به
تقاطرت مصر إلى محفل
بحريها خف لقبليها
وخف ماضيها لمستقبل
فرعون من تاريخه رامقٌ
آيات عصرٍ بعده مذهل
من كل ما لم ير شبهاً له
في داره قدماً ولم يأمل
فاليوم في بيتك مصر وما
مصر سوى العهدين أن تجمل
وأنت بالحق جديرٌ بما
أدركته من جاهك الأكمل
أنت جيردٌ بالذي نلته
من الهناء الأوفر الأجزل