بني أخي هيا بنا نلعب
نركض في الروض ولا نتعب
فقد كان من قبل عهد جميل
كعهدكم والآن شمس أصيل
يا حبذا ذكرى الصبا والغرور
ذاك هو العيش وذاك السرور
سرنا كجيش غانم ظافر
أولنا في المجد كالآخر
جيش من الأحرار يأتي النظام
حسب العلى منه بلوغ المرام
أرقعة والبأس غير العدد
قد حملوا مختلفات العدد
أمينة تحضن بالساعد
رسم عروس غضة ناهد
تحنو عليها تارةً بافترار
وتارةً ترفعها بافتخار
وقد تناجيها بأسرارها
جدا وقد تصغي لأخبارها
وقد تربيها بزجر عنيف
وتتبعه الزجر بعفو لطيف
وربما ألقت عليها اللثام
بعد العناء الجم كيما تنام
ثم على وهو طفل وقور
ساج فإن ساءت حال يثور
ملبسه لا عيب فيه نظيف
وسيره سير أميرٍ شريف
طالب علم قبل سبع السنين
كيف يجاري الصبية الهاذرين
وعله جائب ما أبصرا
في صور من أمهات القرى
وبعهده الثرثارة الفيلسوف
حسين القاضي السفيه العسوف
في قبع مدت إلى كتفه
وجبةً قدت إلى نصفه
يحب أفراخ حمام له
ولا يني مفقتداً عجله
وشاته يعجبه وثبها
وغالباً يحلو له ضربها
وقرده يضحكه كاشراً
لكنه يغضبه ساخرا
ورأيه الثابت أن الحمام
والبهم خير من خيار الأنام
وأن بابا رجل يعبد
إلا إذا فاتته منه يد
وأن عباساً أميرٌ جليل
ذو موكبٍ فخم وزي جميل
وأن مولى الكل عبد الحميد
لركبه الرائع في كل عيد
كان إلى جنبي حسين يسير
بهمة القرم العنيد المغير
كل خطاه عثراتٍ تقال
وعزمه لا شيء فيه يقال
وتضتضي الخدمة أن أغدوا
جواده حيناً وأن أعدوا
فيا له من بطل في الطراد
ويا لكتفي تحته من جواد
كذاك سرنا يوم تلك الغزاة
إلى الرياض النضر منذ الغداة
حتى إذا صرنا إلى المقصد
بعد مسير منصب مجهد
ذقنا قليلاً من نعيم الثواء
ثم نهضنا كخفاف الظباء
هب على راكباً مهره
ومر خطفاً حانياً ظهره
وأطلقت وفرتها في الهواء
أمينة تنهب عرض الخلاء
وراح في موضعه كابياً
حسين من تقصيره باكيا
وبث فيهم كعجوز العرب
تصيح في الشجعان بين اللجب
فأوجفوا ما أوجفوا سارحين
ثم انثنوا من خوضهم مارحين
وحق للغازين بعد الظفر
أن يتهادوا طيبات السير
جلست فيما بينهم للكلام
وجلسوا حولي جلوس الكرام
أمينة كالملك الطاهر
مفترة عن لؤلؤ فاخر
ترنو بنجلاوين شبه الأصيل
تلطفت أنواره في المسيل
لها حلىً أبهجها في النظر
خفرها قبل أوان الخفر
أما على فهو زين الصغار
وعنده بعض دهاء الكبار
مكم الخلق سوى رقيق
ذو شعر جثل وعود رقيق
وعن حسين المفتدى لا تسل
من لك بالعطر ومن بالعسل
قطعة حلوى أبدعت في مثال
بض خبيث اللحظ حلو الدلال
مستكبر في الجهنل مستعظم
ثوى وأصغى فعل من يفهم
بين أخي ما شأننا والسيرُ
هل لكم في سلوة تبتكرُ
نعم نعم نحن إذان مدرسه
وهذه لعبتنا المؤنسه
نعم نعم أنا هنا في امتحان
جزاء من يفلح فيه حصان
لا لا فما تبغينه من خطر
أبغي كتاباً حافلاً بالصور
وإنني أوثر لو في يدي
قاض من المصنوع في المولد
أمنيتي باخرةً في ارتجاج
مثل التي في السوق خلف الزجاج
لأيكم أحسن في رده
جائزة تأتي على ورده
من الذي أوجد هذا الوجود
ومن له دون سواه السجود
اللَه قد أحسنتما ثم من
أرفع ذي منزلةٍ في الوطن
سلطاننا ثم من القيم
من بعده عباس أحسنتم
ومن أجل الناس في عصره
بالمعجب المطرب من شعره
نجهله يا لطيف ما تجهلون
لعارف كيف يربي البنون
من الذي تحيون في ظله
وتغنمون السعد في فضله
بابا نعم وهو الرحيم الجواد
وهو الذي يهدي الهدايا الجياد
أخفى عليكم دعة فخره
ولم يشأ أن تعلموا قدره
لكن من تدعون بابا الصغير
ليس سوى أحمد شوقي الكبير