أَمِنَ الفَسَادِ طَغَيْتَ نَهْرَ السَّينِ
أَمْ لَسْتَ فِي دُنْيَا وَلا فِي دِينِ
لَعِبٌ تَلاعَبُهُ الهَيُولَى جَائِحاً
بِالنَّارِ أَوْ بِالمَاءِ أَوْ بِالطِّينِ
تِلْكَ المِيَاهُ تَجَمَّعَتْ وَتَدَفَّعَتْ
عَنْ دُجْنِ أَخْلافٍ وَدُكْنِ عُيُونِ
طَمَّتْ فَعَمَّتْ بِالبَوَارِ وَلَمْ تَذَرْ
حَفْلَ الفَقِيرِ وَلا حِمَى المِسْكِينِ
خَرْسَاءُ أَوْ هَدَّارَةٌ فِي سَيْرِهَا
جَرَّافَةٌ بِالعُنْفِ أَوْ بِاللِّينِ
حَتَّى إذَا ضَاقَ العَقِيقُ وَضَمَّهَا
سَدَّانِ مِنْ صَخْرٍ أَصَمَّ مَتِينِ
جَسَّتْ أَسَاسَهُمَا تُعَالِجُ نَقْضَه
فَعَصَى فَمَرَّتْ بِاصْطِحَابِ جُنُونِ
وَتَرَاكَبَتْ لِتَنَالَ مِنٌ أَعْلاهُمَا
فَتَدُكَهُ خُلْواً مِنَ التَّمْكِينِ