في بداية حديثنا عن هذا الصرح الشامخ يجب ان نكر من هو العباس عليه السلام . هو العباس بن علي بن ابي طالب عليه السلام وامه فاطمة بنت حزام الكلابية وكان اهلها من خيار العرب حيث ان الامام علي عليه السلام تزوج من امه بعد استشهاد الزهراء عليها السلام ليكون للامام الحسين عليه السلام اولاد ينصروه يوم عاشوراء وبذلك ولد العباس مع ثلاثة من اخوته رضي الله عليهم وارضاهم وكلهم استشهدوا يوم الطف .
ان عمر الامام العباس عليه السلام يوم الطف كان 36 سنة أي كان في قمة الشباب وفي مقتبل العمر ولكن هذا لم يثنيه عن نصر السلام والشهادة دون الامام الحسين عليه السلام حيث انه كان قائد معسكر الحسين وكان ساقي عطاشا كربلاء
وبذل الغالي والنفيس في سبيل الحق وحتى انه يوم العاشر من محرم عرض عليه عمر ابن سعد الامان و يكون قائد على الجيش مقابل ان يترك نصرة الحسين عليه السلام و لكنه ابى ذلك ولكن بعض الكتاب وباعة الضمائر يحاولوا ان يغيروا الحقيقة عن مسارها اذا انه يوم الطف قدم اخوته للاستشهاد قبله فقال لهم تقدموا يا اخوتي كي أُرزء بكم واستشهد بعدكم وانا قد احتسبتكم عند الله ليأتي بعدها هؤلاء الكتاب ليحرفوا كلام الامام العباس عليه السلام ويقولوا ان العباس قال لهم تقدموا كي ارثكم لانهم لم يتزوجوا وبذلك يصبح الامام العباس هو الوريث الوحيد لهم وكأنه سوف يبقى بعدهم ليرثهم . أي عقول يمتلك هؤلاء يريدوا ان يضحكوا على عقول الناس الم يعلموا بأن الشمس لا يمكن حجبها واخفاء ضوءها حتى وان ظللها الغيم .
اما مواقف العباس عليه السلام يوم الطف فلا حصر لها و نكتفي بذكر موقفين منها . الاول هو انه يوم العاشر كان العباس عطشان حيث قال عنه الامام السجاد عليه السلام (كان قلب عمي العباس كصالية الجمر من شدة العطش ) ومع ذلك دخل لنهر الفرات وملئ القربة بالماء ولم يشرب الماء لان اخيه الحسين وعياله لم يشربوا الماء . والثاني انه كان منذ ان تكلم وهو صغير الى يوم عاشوراء لم يقل للامام الحسين اخي كان دائما يقول له اما سيدي او يبن رسول الله الا ان سقط يوم العاشر من الفرس قال له عليك مني السلام يا اخي يا حسين فضلا عن قطع كفيه واصابة عينه بسهم ملعون .
السلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويم يبعث حيا
ورزقنا الله شفاعته وابيه يوم القيامة
مهدي الموسوي