آنَسْتُ بِكُمْ وَلَكِنْ تَمَّ أُنْسِي
بِمَوقِعِ هَذِهِ الأَنْغَامِ مِني
فَمَا فِي الغِيدِ مَنْ يَشْجُو بِصَوْتٍ
أرَقَّ وَلا بِإِيقاعٍ أَحَنِّ
تَوَسَّطَتِ النَّدِيَّ عَرُوسُ شِعْرٍ
تَنَالُ مِنَ القُلُوبِ بِلاَ تَجَنِّي
سَبَى الأَسْمَاعَ وَالأَبْصَارَ مِنْهَا
غِنَاءُ الطَّيْرِ فِي الظَّبْيِ الأَغَنِّ
تَبَسُّمُ طِفْلَةٍ وَخُفُوقُ نَجْمٍ
وَآيَةُ عُلْوِ تَلْقِي سِحْرَ جِنِّ
وَتَطْرِيبُ بِإنْشَادٍ شَهَيٍّ
كَإسْعَادٍ يَجِيءُ بِغَيْرِ مَنٍّ
أَتَشْدُو أمُّ كَلْثومٍ وَتَبْقَى
أمَالِيدُ الجَنَانِ بِلاَ تَثَنِّي
أَتَشْدُو أمُّ كُلْثومٍ وَفِينَا
طَرُوبٌ لا تيرَى كَصَريعِ دَنِّ
لَهَا نَبَرَاتُ صَوْتِ تَسْبِيِّنَا
إذَا عَجَلَتْ وَتَصْبِي فِي التَأَنِّي
هِيَ القُبُلاَتُ فِي صَمْتٍ طَوِيلٍ
يُسَلْسلُهَا جَوَى غَرِدٍ مُرِنِّ
يَكَادُ يَهُزَّ شَامخَةَ الرَّوَاسِي
صَدَاهَا فِي القَرَارِ المُطمَئِنِّ
يَثِيرُ جَوَابُهَا أَمْوَاجَ شَوْقِ
وَلَيْسَ البَحْرُ إلاَّ بَحْر فَنِّ
تَزِيدُ اللَّحْنَ بِعْدَ اللَّحْنِ طيباً
فَيَعْدُو بِالبَدَاعَةِ كُلَّ ظَنِّ
بِرُوحِي الاجْتِمَاع وَفِيهِ أوْفَتْ
حَقيقَةُ الائْتِلاَفِ عَلَى النَّمَنِّي
فَدُوحُ الأَرْزِ مُصْغٍ مِنْ ذُرَاهُ
وَبُلْبُلُ مِصْرَ فِي الوَادِي يُغَنِّي