نبذة عن أحلام مستغانمي
أحلام مستغانمي شاعرة وكاتبة جزائرية معاصرة، وهي من أكثر الكتاب العرب نجاحًا في عصرها. وُلدت في المنفى خلال فترةٍ مليئةٍ بالاضطرابات في الجزائر.
الخبرات التي اكتسبتها لكونها ابنة أستاذٍ للغة الفرنسية ومناضل في سبيل الحرية، كونت منظورها الثقافي وأمدتها الوحي لكتاباتها.
كانت من أوائل التلاميذ في المدارس العربية الجديدة في الجزائر، ولذلك اهتمت كثيرًا في قدرتها على الكتابة والتعبير عن نفسها بحرية باستخدام اللغة العربية.
عندما لم يعد بمقدور والدها أن يؤمن قوت عائلته، قررت هي أن تعتني بهم، ولكن والدها رفض أن يسمح لها بالعمل. كان يريدها أن تدرس اللغة العربية،
وهو الشيء الذي كان قد حارب من أجله. ولكنها بطريقةٍ ما استطاعت القيام بالأمرين معًا.
سُلطت عليها الأضواء في البداية بسبب شعرها العربي الجريء، والذي كان حتى ذلك الحين مقتصرًا على الرجال. ولذلك، شكلت كتاباتها الجريئة صدمةً كبيرة في مجتمع الكتّاب الجزائريين.
أُجبرت أحلام لاحقًا على إكمال تخرجها خارج الجزائر، وبعدها كتبت أخيرًا أولى رواياتها التي حظيت فورًا بمرتبة ضمن قائمة الكتب الأكثر مبيعًا في العالم العربي، حالها حال رواياتها الأربعة اللاحقة.
ويرجع الاهتمام الكبير برواياتها إلى خوضها في مأساة الإنسان وأحلامه البائسة.
بدايات أحلام مستغانمي
وُلدت في 13 نيسان/ أبريل 1953 في مدينة تونس عاصمة تونس عندما كان والداها في المنفى. كان والدها، محمد الشريف،
مطلوبًا لدى السلطات الفرنسية بسبب تدخله في حرب التحرير الجزائرية. وفي عام 1962. عادت عائلة أحلام مستغانمي إلى الجزائر،
حيث كان لوالدها دورٌ كبير في أول حكومةٍ جزائريةٍ حرة. وارتادت أحلام أول مدرسةٍ عربية في الجزائر، ومن ثم درست في ثانوية عائشة أم المؤمنين وتخرجت عام 1971.
كانت هي وزملاؤها من أوائل المواطنين الجزائريين الذين تعلموا اللغة العربية بدلًا عن الفرنسية.
في 1970 عملت مقدمةً لبرنامج شعر كان يبث على الراديو الوطني لتتمكن من مساعدة أهلها ماديًا بعدما أُدخل والدها المشفى بسبب إصابته بانهيارٍ عصبي نتيجة حدوث محاولة انقلاب،
فعاهدت أحلام عائلتها بأن تعتني بهم، وكانت في السابعة عشرة من العمر حينها وكانت تدرس تحضيرًا للامتحانات.
إنجازات أحلام مستغانمي
في 1973، تخرجت أحلام من جامعة الجزائر بشهادة بكالوريوس في الأدب العربي، ونشرت أول مجموعةٍ شعرية كتبت "على مرفأ الأيام".
وبعد مدةٍ قصيرة من تخرجها من جامعة الجزائر، رفضت التسجيل في برنامج الماجستير الخاص بالجامعة، ورُفضت من اتحاد الكتاب الجزائريين،
فلكونها امرأة تكتب باللغة العربية وتتحدث بصدق وصراحة وحرية عن حقوق المرأة، كان ذلك كافيًا ليسبب اضطرابًا كبيرًا،
ولكن والدها قد دعمها وأثنى على أولى مؤلفاتها الشعرية حين قال:"هذه ابنتي، تكتب كما تريد، فهي حرة".
في عام 1976، انتقلت أحلام إلى باريس ونشرت مجموعتها الشعرية الثانية المسماة "كتابة في لحظة عري". وخلال إقامتها هناك، عادت مرةً أخرى إلى الكتابة،
فشاركت في مجلة "الحوار"، ومجلة "التضامن" اللتين كانتا تصدران في باريس. وفي عام 1982، مُنحت شهادة الدكتوراه في علم الاجتماع من جامعة السوربون في باريس،
وكانت أطروحتها تتمحور حول التعقيدات في الرجل والمرأة داخل المجتمع الجزائري، وما يجري بينهما من صراعات ناجمة عن عدم التفاهم.
في عام 1993، انتقلت أحلام إلى لبنان، حيث نشرت روايتها الأولى "ذاكرة الجسد"، والتي تتضمن ما كتبته أثناء الفترة التي عاشتها في باريس،
وقد بيع من هذه الرواية على مدار السنوات اللاحقة أكثر من 1،2 مليون نسخة. كذلك، حين نشرت هذه الرواية كانت أول روائية جزائرية تكتب باللغة العربية وتنشر مؤلفاتها،
وقد دخلت رواية "ذاكرة الجسد" في قائمة أهم 100 رواية عربية، كما عمل المخرج السوري نجدت أنزور على تحويلها إلى عمل تلفزيوني من بطولة الممثل جمال سليمان.
وفي عام 1997 نشرت رواية "فوضى الحواس"، التي تعتبر بمثابة تتمة لرواية "ذاكرة الجسد"، وبعدها بعام حصلت على جائزة نجيب محفوظ للأدب العربي.
وفي عام 2003، نشرت أحلام رواية "عابر سرير" الكتاب الأخير ضمن الثلاثية، وقد أعيد طبعها أكثر من عشرين مرة.
في عام 2009 قام حاكم بيروت بتقديم درع بيروت لها أمام جمهور مؤلف من حوالي 1500 شخص، وفي نهاية العام ذاته، نشرت أحلام كتابها "نسيان. كم".
وفي عام 2012، باعت دور النشر أكثر من مائتي ألف نسخة من روايتها الخامسة "الأسود يليق بك"، وهي تعد من اشهر رواياتها وأفضلها،
إذ تخوض فيها أحلام في صراعات النفس البشرية وأحلامها.
تتضمن قائمة الجوائز التي حازتها أحلام مستغانمي كلًا مما يلي: جائزة نجيب محفوظ للأدب عام 1998 عن روايتها الأولى "ذاكرة جسد"،
وميدالية الرواد اللبنانيين تكريمًا لها على مجمل أعمالها، وميدالية الشرف التي قلدها إياها الرئيس الجزائري بو تفليقة عام 2006. بالإضافة إلى ذلك،
منحها مركز دراسات المرأة العربية في باريس ودبي لقب أكثر النساء العرب تميزًا لعام 2006. وقد ترجمت مؤلفاتها ورواياتها إلى عدة لغات،
كما أدخلت في مناهج المدارس الثانوية والجامعية حول العالم.
بالإضافة إلى ما سبق، عملت أحلام مستغانمي أستاذة زائرة في عددٍ من الجامعات العالمية مثل جامعة بيروت، ومونبيليه وليون، والسوربون،
حيث ألقت محاضراتها أمام مئات الطلبة.
أشهر أقوال أحلام مستغانمي
كيف تريدنا أن نضبط عدساتنا وعيوننا ممتلئة بالدموع.
أبحث عنك في وجوه الآخرين.
أصبحت امرأة حرة..فقط لأنني قررت أن أكف عن الحلم، الحرية لا تنتظر شيئًا.. والترقب حالة عبودية.
من الأسهل علينا تقبل موت من نحب على تقبل فكرة فقدانه! واكتشاف أن بإمكانهم مواصلة الحياة بكل تفاصيلها دوننا.
أجمل حب هو الذي نعثر عليه أثناء بحثنا عن شيء آخر.
أجمل رواية هي تلك التي تبدأ بجملة غير متوقعة من القارئ.
كيف تريدنا أن نضبط عدساتنا وعيوننا ممتلئة بالدموع.
أبحث عنك في وجوه الآخرين.
أصبحت امرأة حرة..فقط لأنني قررت أن أكف عن الحلم، الحرية لا تنتظر شيئًا.. والترقب حالة عبودية.
من الأسهل علينا تقبل موت من نحب على تقبل فكرة فقدانه! واكتشاف أن بإمكانهم مواصلة الحياة بكل تفاصيلها دوننا.
أجمل حب هو الذي نعثر عليه أثناء بحثنا عن شيء آخر.
أجمل رواية هي تلك التي تبدأ بجملة غير متوقعة من القارئ.
chevron_leftchevron_right
حياة أحلام مستغانمي الشخصية
في عام 1976، تزوجت من المؤرخ اللبناني جورجس الراسي والذي كان له اهتمامٌ كبير بالتاريخ الجزائري. أنجبا ثلاثة أبناء.
أما من حيث ديانة أحلام مستغانمي ومعتقداتها وطائفتها الأصلية ، فقد ولدت لعائلة مسلمة
حقائق سريعة عن أحلام مستغانمي
ردًا على سبب التحول من تأليف الشعر إلى الروايات، أجابت أحلام "عندما نخسر حبًا يكتب المرء الشعر، وعندما نخسر وطنًا نكتب الروايات".
عملت في الإذاعة خلال المراحل المبكرة من حياتها.
كانت أول روائية جزائرية تكتب رواياتها وتنشرها باللغة العربية.
حازت شهادة الدكتوراة في علم الاجتماع.
المصدر
آخر تحديث: 2019/06/19