استخدمت هذه الجزيرة لأغراض غير سارة على مر السنين ، ولكنها اليوم تقف فارغة ، فقط مجموعة من المباني المهجورة والمنهارة وكنائس تعود للقرن الثاني عشر ، والشائعات حول جزيرة بوفيليا كثيرة ومتعددة حول وجود مجموعة من الكيانات المخيفة والمقلقة و أشباح وأصوات وأضواء ليلية وصرخات عالية .
في الحقيقة سجلت الوثائق أن العديد من الناس أحرقوا ودفنوا هناك خلال وباء الطاعون الأسود ، واستخدمت كذلك كمستشفى لذوي الأمراض العقلية والمعدية والمصابين بالطاعون ، وألقي فيها الآلاف من الضحايا البشرية بما في ذلك الأطفال والرضع ، أكثر من 160 ألف شخص مات في هذه الجزيرة لهذه الأسباب طوال تاريخا المعروف ، ويقال أن أرواحهم لا تزال نشطه وتهيم هناك .
حيث قال عدد من الصيادين المحليين بالقرب من الجزيرة ، أن الطبيب النفسي الذي كان يدير مستشفى الأمراض العقلية كان جزاراً وجلاداً أكثر من كونه طبيب نفسي وقام بقتل العديد من المرضى بعمليات تعذيب وسادية مفرطة ، وقد أصيب بالجنون بعد شعوره بالذنب وانتحر من خلال رمي نفسه من شرفة المستشفى .
ولكن هناك أسطورة أخرى متعلقة بنفس الطبيب ، وهي أنه عندما أستخدمت المباني في عام 1922 على الجزيرة لأغراض مختلفة ومن ضمنها الاستخدام على نحو مستشفى للأمراض العقلية والنفسية ، كان الطبيب عندما يعذب المرضى وقام بقتل عدد منهم ، ذهب عقله إلى الجنون وقفز عاليا يريد الإنتحار من برج الجرس ، ووفقاً لهذه القصة نجا الطبيب من السقوط ولكن تم خنقه بواسطة ضباب تجسد في هيئة كائن جاء من الأرض .
ذهب عدد قليل جدا من الخبراء وبعد موافقة من السلطات الرسمية إلى الجزيرة وكونوا مجموعة عمل لدراسة الظواهر التي تجري في الجزيرة ، وعثروا هناك على الآلاف من الجماجم والهياكل العظمية ، وأكثر شئ مثير للصدمة هو اكتشافهم لشخص يعتقد أنه من مصاصي الدماء بعد أن وجدوا جمجمة وبين فكيها حجر كبير !
تاريخ جزيرة بوفيليا:
----------------------------------------
أقرب تسجيل معروف عن جزيرة الطاعون أو جزيرة بوفيليا يأتي في عام 421 م عندما فر الناس من بادوفا إلى الجزيرة هرباً من الغزوات البربرية ، في القرن التاسع بدأ الناس يأتون للجزيرة وأصبحت تعج بهم ، وفي القرون التالية نمت أهميتها بشكل مطرد ، وكانت هناك حروب كثيرة من أجل جزيرة بوفيليا ، وفي كثير من الحالات انتصر (البوفيليين ) في هذه الحروب ، ولكن في عام 1379 جاء إلى البندقية هجوم من أسطول( جينوان )؛ وتم نقل كل الناس من بوفيليا إلى غيديسا وظلت الجزيرة غير مأهولة بالسكان في القرون التالية .
في 1527 عرضت الجزيرة كـ دير كبير لمجموعة من الرهبان ، لكنهم رفضوا هذا العرض.
في 1661 عرضت على أحفاد السكان الأصليين إعادة بناء منازل ومباني أجدادهم في الجزيرة ، لكنهم أيضاً رفضوا ذلك .
في عام 1777 تحولت الجزيرة إلى مصحة نفسية وعامة .
في عام 1793 ، كانت هناك عدة حالات من الطاعون على اثنين من السفن ، وبالتالي تحولت الجزيرة إلى محطة للحبس المؤقت وأصبح هذا دورها الدائم إلى عام 1805تحت حكم نابليون بونابرت ، حتى تم إغلاقها من جديد في عام 1814
في القرن العشرين استخدمت للحجر الصحي ، وفي عام 1922 تم تحويل المباني إلى مستشفى للأمراض العقلية واستمر هذا حتى عام 1968 عندما تم إغلاق المستشفى والجزيرة ، وهي لازالت مغلقة حتى يومنا هذا أمام السكان المحليين في البندقية و السياح وبقيت تحت سيطرة الحكومة الإيطالية