النتائج 1 إلى 2 من 2
الموضوع:

رُهَابُ المِرآةِ

الزوار من محركات البحث: 59 المشاهدات : 305 الردود: 1
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من المشرفين القدامى
    بياض الثلج
    تاريخ التسجيل: September-2016
    الدولة: ❤ In his heart ❤
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 17,452 المواضيع: 7,913
    صوتيات: 7 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 9612
    مزاجي: ماشي الحال
    المهنة: موظفة
    أكلتي المفضلة: تشريب احمر
    موبايلي: نوكيا5
    آخر نشاط: 23/May/2020

    رُهَابُ المِرآةِ

    لا أَعرِفُ ما الَّذِي يَدْفَعُني لِرَسمِ صُورَتِكَ في هذِهِ اللَّحظَةِ الخارِجَةِ عَلى فِيزْيائِيَّةِ الوَقْتِ. ولا أَعرِفُ لِماذا أُفَكِّرُ بِكِتابَةِ هذِهِ السُّطُورِ الغْرانِيتِيَّةِ إلَيكَ بالتَّحدِيدِ. عَلَيَّ الاعْتِرافُ بأنِّي مازِلتُ أُحِبُّكَ رَغْمَ شَرْطِكَ البَيُولُوجِيِّ، ولكنِّي أَخَافُ النَّظَرَ والإِسْرارَ إِلَيكَ، فَلَيْسَ مِنْ حَقِّ المَرْءِ أَنْ يُؤَكْسِدَ أَجْواءَ الآخَرِينَ، حَتَّى لَوْ كانَ مِنْ طَبْعِهِ أَنْ يُؤْلِـمَ مَنْ يُـحِبُّ!
    … … …
    كُلُّ لَحظَةٍ عابِرَةٍ هي خُطوةٌ باتِّجاهِ هَجِيجٍ صَامِتٍ. كَمْ حَاوَلتُ تَصَيُّدَ الوقْتِ كَي أُغافِلَكَ وأُلْقِيَ خَارِجًا تِلكَ العَوالِـمَ المُنهِكَةَ الَّتي تَحْتَـكِرُ «كَيْنُونَتَكَ»، فَما نَجَحْتُ! تَسَمَّرْتُ في بَحْثٍ أَبَدِيٍّ عَمَّنْ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُشارِكَنِي مَسَارَكَ الـحَرِجَ، فَما وَجَدْتُ! جَهِدْتُ في تَحقِيقِ مُصَالَحةٍ وسَلامٍ داخِليٍّ مَعَكَ لِأَحْظَى بانْتِماءٍ إِلى زَمانٍ أو مَكانٍ أو وُجُودٍ، فَفَشِلْتُ! سَرَقْتُ الوَهْمَ المُستَقْبَليَّ لأُخْفِيَهُ ثُمَّ أَغْتالَ آنَكَ المُتَيَبِّسَ، فَما قَدَرْتُ! كُلُّ شَيءٍ غَارِقٌ في عَتَمَةِ الرَّأْسِ، وما مِنْ أَحَدٍ قَادِرٍ عَلى إِنْقاذِ ما تَبَقَّى، فَعَجِزْتُ! أَنا وأَنْتَ تَوَحُّدٌ مُطْلَقٌ، وَحَسْبُ…
    … … …
    هَلْ تَفْقِدُ الأَشياءُ ماهِيَّتَهَا ومُتَعَهَا آنَ يَخْشَى المَرْءُ الحَياةَ؟ سُنُونَ مَضَتْ، ولَمْ تُرِدْ أَنْ تُقِرَّ بِأنِّي أَلْقَيتُ بِها بَعِيدًا، فأَغْلَقْتُكَ خَارجَ العالَمِ، وجَلَسْتُ في عُزْلَتِكَ الحالِكَةِ، ورُحْتُ أَرْثِي حَظَّكَ العَاثِرَ. من المُرِيحِ أَحْيانًا أَنْ تُشْفِقَ عَلَيَّ، ولكِنَّ السِّنينَ تَمضي مِنْ غَيرِ انْتِظارٍ، وأَنا مازِلْتُ أُعَارِكُ لاسْتِعَادَةِ «أَناكَ» الَّتي ما اسْتَطَعْتَ إِيجَادَها قَطُّ، وأُحاوِلُ أَنْ أَكُونَ راضِيًا عمَّا تَفْعَلُ وَعمَّا فَعَلْتُ أو أَنالَ الرِّضَى عمَّا أَفْعَلُ وَعمَّا فَعَلْتَ، وأَسْعَى إِلى أَنْ أَعْرِفَ لِماذا لا أَجْرُؤُ عَلى البَوْحِ بِشَيءٍ عمَّا يُوقِدُ صِرَاعَكَ الوِجْدَانيَّ… فَشِلَتْ مُحاوَلاتُنا!
    … … …
    أَنْظُرُ إِلَيكَ، فَلا أَقْدِرُ عَلى إِطْلاقِ عَوالِـمِكَ المُغْلَقَةِ مِثْلَما كُنْتُ اعْتَقَدْتُ. كُلَّما كَتَبْتُ كَلِمَةً أو خَطَطْتُ سَطْرًا، تَوَقَّفْتُ مُتَرَدِّدًا وعَدَلْتُ عَنِ ارْتِكَابِ رَغَباتِكَ المُسْتَحِيلَةِ. وكُلَّما فَكَّرْتُ بِصُرَاخٍ رَافِضٍ، أَخْمَدَنِي رُهَابُ مُواجَهَتِكَ. أَنْظُرُ إِلَيكَ، فَأَرانِي عاجِزًا عَنْ كِتابَةِ حَتَّى سَطْرٍ واحِدٍ، لأَنِّي أَخْشَاكَ وأَخَافُ أَنْ أُدْرِكَ كَمْ أَكْرَهُكَ وأُحِبُّكَ فِي آنٍ مَعًا. أَتَفَرَّسُ فِيكَ، فَأَشِيخُ… أَنْظُرُ إِلَيكَ بِإِمْعَانٍ، فَلا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَتَصَوَّرَ لِماذا أو كَيفَ تَـمَكَّنتُ مِنْ أَنْ أَلُصَّ الزَّمَنَ لِلْقِيَامِ بِفِعْلٍ خَارِجٍ عَلى التَّفْسِيرِ، فَأُسَجِّلَ عَجْزَكَ عَنْ تَوصِيفِ انْفِجارِيَ الصَّامِتِ… تَعِبْنا!
    … … …
    عَبَثٌ.. خُواءٌ.. غَباوَةٌ كُلُّهُ الوَقتُ! لَمْ تَعُدْ واثِقًا مِنْ قُدرَتِي عَلى الاسْتِمرارِ في هكَذا خُواءٍ بارِدٍ عَدِيمِ المَلامِحِ، ولا مِنْ قُدْرَتِكَ عَلى رُؤْيَةِ تَضَارِيسِ الحَياةِ وأَطْيافِهَا. اِغْتِرابٌ يَنْمُو كَتَوَرُّمٍ خَبِيثٍ عَبْرَ كُلِّ شَيءٍ: الأَزمِنَةُ والأَمكِنَةُ والنَّاسُ… اِغْتِرابٌ يَتَسَرَّبُ إِلَى كُلِّ شَيءٍ فِيكَ وَفيَّ! كَمْ مَرَّةٍ حاوَلتُ التَّمَرُّدَ عَلى تَدمِيرِكَ الذَّاتِيِّ فَما وُفِّقْتَ قَطُّ! كُلَّما سَعَيْتُ جاهِدًا لأَسْبُرَ «كَيْنُونَتَكَ»، وَجَدتُّني خَارجَ العَالَمِ وخَارجَ الزَّمانِ وخَارجَ جِغْرافِيَّةِ «أَنْ تَكُونَ»، وكُلَّما قَرَّرتُ أَنْ أَغْتالَ «أَناكَ» قَبْل أَنْ أَغْتالَ «كَيْنُونَتِي»، تَعِبْتُ مِنْ هَواءِ الأَرْضِ ومِنْ أَسْرِ انْفِجاراتِكَ ومِنَ الصَّمْتِ وشَراسَةِ الكِتمْانِ ومِنْ كُلِّ شَيءٍ… يا لِسَعادَتِنا!
    … … …
    السَّعادَةُ هِيَ أَنْ نَعِيشَها دُونَ أَنْ نُدْرِكَ اللَّعِبَ بِمَعَانِيهَا. مَنْ يَنْشُدِ السَّعادَةَ، يَخَفِ المَوتَ أَكْثَرَ، فَهِيَ تَنْتَمِي إِلى الحَياةِ وتَتَبَدَّى شُعُورًا صِرْفًا رَغْمَ كَوْنِها مَحْضَ خُرافَةٍ في فَضَاءاتٍ خالِيَةٍ مِنَ التَّفْكِيرِ، ورَغْمَ كَوْنِها نِتاجَ عَقْلٍ يَحْتَوِيها ويَمْنَحُها تَجَلِّياتِها المُخْتَلِفَةَ. وَلكِنَّها قَدْ تَظْهَرُ فِي أَوْجِهَا لَـحْظَةَ المَوْتِ المَعْرِفيِّ لِمُنْتِجِها، لِيَتَضَمَّنَها المَوتُ حَيْثُ الحَياةُ حِينَئِذٍ تَفْقِدُ مُسَوِّغَها. مَوْتُ النَّبْضِ ومَوْتُ العَقْلِ لَيْسَا سَوَاءً، ولَكِنَّهُما مَوْتٌ، رَغْمَ اخْتِلافِ صُورَةِ الواحِدِ مِنْهُما ومُحتَواهُ عَنِ الآخَرِ.. رَتابَةُ الحَياةِ مَوْتٌ، والحَياةُ تَحْمِلُ مَوْتَها في مُحتَوَاهَا آنَ تُصْبِحُ عَدِيمَةَ الجَدْوَى وتَفْتَقِرُ الأَزْمَةَ، لِأَنَّ الأَزْمَةَ نَقِيضَةُ المَوْتِ، وجَوْهَرُ الحَياةِ المُغايِرُ. أَنا وأَنْتَ رُهابٌ مُزْدَوَجٌ مِنْ غَيْرِ خَلاصٍ…
    … … …
    هَلْ أَسْتَطِيعُ أَنْ تَكُونَ سَعِيدًا؟ دَعْنا نَفِيقُ ونَنْسَى الأَمْسَ…
    كُلَّما طالَ سُباتُكَ، عَجِلَ مَوتِي…

  2. #2
    من المشرفين القدامى
    نـوتيلآ
    تاريخ التسجيل: August-2014
    الدولة: العرآق _مـيسـآن
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 70,113 المواضيع: 2,180
    صوتيات: 3 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 39714
    مزاجي: حسـب آلظـروف
    أكلتي المفضلة: آلسـمـگ
    موبايلي: كلكسي Ã12
    آخر نشاط: منذ 2 يوم
    مقالات المدونة: 2

    عبق نرجسي يسطر بعذوبه
    وجمال يعانق السماء كجمال الانتقاء
    على الطرح الراقى
    يا قصر ابداع وتميز وتالق


تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال