ذُقْ خَمرةَ الحانياتِ لا الحاني .. دنانها بسمةٌ وعينانِ
يبقى الى يوم الدين شاربها ..في سكرةٍ وهو غيرُ سكرانِ
يمنى ويسرى رِجْلاهُ في جدلٍ .. أو قلْ هما في الشعارِ سيفانِ
اذا رأى الجمع ظنه رجلاً والشخصُ في ناظريه شخصانِ
ورثت عن أجدادي ترحلهم أصنعُ حيث ارتحلتُ أوطاني
عناقنا رقعةٌ محررةٌ .... حدودها الصدرُ والذراعان
لو وضعتْ كفَّها على كتفي .. ينبتُ من تحتها جناحانِ
تطيلُ عمري بقبلةٍ عرضتْ .. فُجاءةً من روحٍ وريحانِ
فلستُ أدري من طول قبلتنا .. أ مرّ يومٌ أم مرّ يومانِ
والقبلةُ الحق لا يبينُ بها ... أيُّ الحبيبين قبّل الثاني
كالريح في الريح لا تميزها ... لا بخطوطٍ ولا بألوانِ
فاعلم اذا بان من يقبّل من .. بأنهما واحدانِ لا اثنانِ
لا خير في قبلةٍ محايدةٍ ... لا بعليٍّ ولا بعثمانِ
مرتْ بخديك من هنا وهنا ... مدّةَ ما سلّم الغريبانِ
بل .. قبلةٌ تُغمض العيون لها .. تحسب إلْفَيْها يستجّمانِ
حزامها ساعدي يشُبُّ بها ... وكعبها فوق الأرض شبران
ثم انضغطنا كأنّا ورق الكتابِ حيثُ التقى الغلافانِ
وصدرها في صدري قد امتزجا .. وذاب ما بيننا القميصانِ
من ذاق هذا فلا شكا ابداً .. جورَ ملوكٍ وضيقَ بُلدانِ
لم يظلم الدهرُ من أُتيح له ... هذا الهوى من إنسٍ ومن جانِ
دع الهوى يحيي او يميت ولا فرق فهذا وذا مريحانِ
شيئاَ فشيئاً يُفني الفتى فإذا لم يُبقِ شيئاً تخلّدَ الفاني
كأنهُ استشهادِ بدون دمٍ في خيرِ حربٍ وخيرِ ميدانِ
كم مؤمنٍ طول العشق كفّرهُ ... وكم هدى كافراً لإيمانِ
وكم تحدى الملوكَ مبتسماً ... يقول سلطناكم .. و.. سلطاني
فأيُّ ملكٍ فاق الهوى سعةً ... أ ملك داودَ أم سليمانِ
أخوض بالعشاق الحروب ولا بكل شاكي السلاح غضبانِ
فكلهم قتلاً يا أخي ونجوا .. وأنه لا يكون قتلانِ