. .
الغِياب بالنسبةُ لي حُرمة .. والكتابة أداةٌ لـ بتر أجزاءي الميّتة "
قَد لايَصلُك صَوتي دائماً لأنّكِ مُحاطة بـ رَدم يَركلُ مِن أمامَكِ الصدى ، أو لأنّ الأقدار رَمتكِ في طريق جاهلة ، لاتُجيد مَسك الهاتف !
دائماً تَسيرين كـ الخلايا المُضطربة ، مُنذ البدئ تجزئنا بـ أخدود أصفر .. ومالبثنا نجتمع حتى إنقلبت بنا دورة الفَلك
كُنت معكِ وجهاً لـ وجه في رواية الفِردوس والثلاثون رغيفاً ، حينَ علّقكِ الربّ على كَتفي كـ نبيّةٌ عاقّة ، تَنسلّين من كُل حدبٍ ثم تتَشبهين بالهُدهُد !
أتتنفّسين الآن ؟..
ليلة البارحة رأيتُ عفريتاً يأكلُ وَجهكِ ، ويُلقي عليّ ماتَقوّس مِن عِظامي ، أُمّكِ لَم تَضع المِلح في الأرغفة .. وأهلُكِ لايَحمدُون !
الآن أظنّ أنكِ التقطتِ الفِكرة ، فلابأس أن يَنحدرُ صَوتكِ الحَزين عارياً ، دونَ أوراق التوت ، فأنا أعلمُ أن الصبّارةُ هي الخَطِيئة ، وأُمّكِ ، وَحمّالةُ الحَطب !
.. الآن