"الزركون" في صخور القمر يكشف سرا عن الأرض عمره 4 مليارات عام


عينة من صخور القمر تم جمعها في مهمة أبولو

تمكنت دراسة دولية من تحديد عمر الصخور التي جلبتها رحلة أبوللو الفضائية من القمر عام 1971، إذ تم تقدير أنها تعود إلى 4 مليارات عام، وهو نفس عمر أقدم صخور الأرض، مما يكشف عن سر كبير يدعم نظرية استخدام القمر كأرشيف للأرض المبكرة.
وخلال الدراسة المنشورة في 24 يناير/كانون الثاني الجاري بدورية رسائل علوم الأرض والكواكب "Earth and Planetary Science Letters"، قام الفريق البحثي الذي يضم باحثين من جامعة كيرتن الأسترالية، والمتحف السويدي للتاريخ الطبيعي، والجامعة الوطنية الأسترالية، ومعهد القمر والكواكب في هيوستن الأمريكية، بتحليل المعادن في عينة صخور القمر، التي يبلغ وزنها 1.8 جراماً، والمعارة من وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" لجامعة كيرتن.
وكشف التحليل عن عدد من المفاجآت، أبرزها أن العينة تحتوي على معدن "الزركون"، وهو اكتشاف غير معتاد في صخور القمر.
ويتألف معدن الزركون من عناصر السليكون والأكسجين والزركونيوم، ويطلق عليه علمياً اسم "سليكات الزركونيوم"، ومن خلال تحديد عمره في العينة تمكن الفريق البحثي من تحديد عمر الصخور التي جلب منها بنحو 4 مليارات سنة، مما يجعلها مشابهة لأقدم الصخور على الأرض.
ومن المفاجآت الأخرى التي لها علاقة بالمعدن نفسه، هي اكتشاف الفريق البحثي أن كيمياء الزركون في هذه العينة تختلف كثيراً عن أي حبة زركون أخرى تم تحليلها في عينات القمر، حيث إنها تشبه إلى حد كبير نظائر الزركون الموجودة على الأرض.
ووفق تقرير نشره موقع جامعة كيرتن بالتزامن مع نشر الدراسة، فإن كيمياء عينة القمر الزركونية كشفت أنه تكون عند درجة حرارة منخفضة وربما في وجود الماء وفي ظروف مؤكسدة، وهذه سمة مميزة للأرض وغير منتظمة على الإطلاق للقمر، وهو ما فسره الباحثون بأن بعض الظروف غير العادية قد حدثت قبل 4 مليارات عام لفترة قصيرة جداً على سطح القمر، وهذه العينة كانت نتيجة لهذا الانحراف الوجيز عن الوضع الطبيعي.
ورجح الفريق البحثي أن تكون هذه العينة تشكلت على الأرض، وألقي بها إلى سطح القمر نيزك نتج عن كويكب اصطدم بالأرض، مما يجعلها دليلاً على واقعة حدثت منذ حوالي 4 مليارات سنة، ويدعم استخدام القمر كأرشيف للأرض المبكرة.
ويقول الدكتور جيريمي بيلوتشي، من قسم علوم الأرض بالمتحف السويدي للتاريخ الطبيعي، والباحث الرئيسي بالدراسة، في حديث خاص لـ"العين الإخبارية"، إن الدافع الأساسي لتحليل عينة الصخور بعد مضي نحو 48 عاماً على جلبها من القمر هو سؤال طرحه الدكتور ديفيد كرينج في معهد القمر والكواكب، والمشارك بالدراسة، حول ما إذا كان يمكن استخدام القمر كأرشيف للأرض المبكرة أم لا؟
ويضيف "أعتقد أننا عثرنا على دليل يجيب بـ(نعم.. نستطيع أن نستخدمه)، فواقعة ارتطام حدثت على الأرض قبل 4 مليارات سنة كان لها انعكاس على سطح القمر".
ولم يسبق لأحد اختبار الأرض من كوكب آخر من قبل، وهو ما يدعم استخدام القمر لمعرفة المزيد عن الأرض، كما يؤكد د.بيلوتشي.