وأتيتُ يا أمَّ الجـــراحِ مُواسيًا
هاتي لنقتسِمَ الجراحَ سواسيةْ
النصفُ لي .. والنصفُ لي
لا تحملي
قد خَفَّ حملٌ شِلتُهُ عن غاليةْ
قَلَّتْ – فعـذرًا – يا حبيبةُ حيلتي
ما عُدتُ أعرفُ ما عليَّ وما ليه
يا من تُكحِّلُ بالفراتِ عيونَها
إنْ تبكِ عينُكِ كلُّ عينٍ باكيةْ
لو أنَّ فيَّ الروحَ كنتُ بَذلتُها
إني كما أعجازِ نخلٍ خاويةْ
من قبل موتي ..
ها هو التلفازُ يعلنُ - كلَّ يومٍ - في الشَّريطِ وفاتيهْ
مِن ثَمَّ أحيا
ثُمَّ أُقتَلُ
ثمَّ أقرأُ حين يُعلنُ عن وفاتي ثانيةْ !
مِليونَ مقتـولٍ أنا
قد صرتُ
من أودى بأهلي إنما أودى بيه
يا خِنجرَ الباغوز في صدري كفى
إنَّ الجراحَ قُبيلَ جرحِكَ كافية
تكفي الثمـــانون العجافُ وسيفُها
ما أكذبَ التقويمَ! .. قال: ثمانية !
يكفي الركامُ وتحتهُ أحلامُنا
وعلى الركامِ ………
فما أرى من باقيةْ !
ناديتُها: يا دَيرُ !!
واستبقَ الصدى صوتي: بُنيَّ .. وكيفَ هم أولاديه ؟!!
وخشيتُ من حرفي عليها فانطوى
قلمي على ســــــطرٍ عليه ندائـيـهْ
وكأنَّ أحــزانَ الخــلائقِ أبحرت
وعلى شواطي القلبِ مني راسيةْ
يكفي النوائحُ في دروبِ قصائدي
واللاطماتُ على رصيفِ القافـية
أمشي ..
وأخجلُ هاهنا من عورتي
ويلوذُ بي ظلي النحيلُ … ورائيه
لا ثوبَ يسترُ عورتي في غربتي
فأنا جـفـونُكَ يا فــراتُ ردائـيـه
مهما لبســــنا من جـديدٍ ههنا
كلُّ الثيابِ سوى بلادي باليةْ
صِهْ يا يراعُ ولا تُفطِّر قلبَها
أُمِّي ..
ومَن كالدَّيــــرِ أمٌّ حانـيـة ؟!