تحدث للانسان تغيرات عدة عندما ينتقل من مرحلة الطفولة لسن الرشد، تذكرت هذا بينما كنت احمل مولودا لأحد اصدقائي وتبادر الي ذهني الفارق النفسي بين عقل هذا الطفل وعقلي وكم الدفاعات النفسية واستراتيجيات المواجهة التي يتعلمها الإنسان طوال رحلة حياته، ومدى أهميتها في الحفاظ على سلامتنا من الاشياء التي تهدد سلامة الإنسان في هذا العالم القاسي، ولهذه الدفاعات جانب سلبي حيث تكون على حساب انفتاح الانسان على محيطه.
تعد الدفاعات الذاتية بشقيها اساليب المواجهة والدفاعات الذاتية هامة للغاية بتاثيرها القوي المساعد في تكوين علاقات صحية والحفاظ عليها وتجنب العلاقات الغير صحية. حيث تكون تطور طبيعي لخبرات وتجارب الأنسان المؤلمة فيلجأ الإنسان الى تكون ما يشبه جدار الحماية الناري في اجهزة الكومبيوتر فيمنع وصول خدوث علاقات غير صحية لتجنب أي أذى ناتج عن تلك العلاقات وفي النفس الوقت يسمح للعلاقات الصحية بالمرور، قدرة الأنسان على تحديد متى يفعل هذه الدفاعات الذاتية لمنع ما قد بحدث الفوضى في حياته ومتي يسترخي ويتخلى عنها مانحا نفسه القدرة على اكتشاف العالم كطفل مولود هو مفتاح الصحة ويستجق ان نمنحه الوقت ونتحدث عنه.
استكشاف الانسان لذاته والعالم من حوله
يولد الإنسان منفتح وغير دفاعي وتنشأ آليات الدفاع الذاتيه عند الإنسان في الأساس كنتيجة لاختبار حالات من الألم ومحاولة تجنبها، عن طلريق ادراك واستكشاف العالم من حولنا من خلال العقل الباطن، ويبدأ الإنسان في فعل ذلك سن مبكره للغاية ويتسمر تطور طريقة ادراكنا للعالم واستكشافه من التقدم في العمر ويصبح أكثر تعقيداً، وكلما زاد استكشافنا وادراكنا للعالم تطورت القدرة على التحكم في الالم أو تحمله او تجنبه.
يصبح الإنسان دفاعي كنتيجة لاختباره مواقف مؤلمه ومحاولة تجنبها لأن الإنسان يولد منفتح وغير دفاعي، حيث نتعلم تجنب الألم والمواقف الخطيرة من تعلم ادراك الواقع من حولنا من خلال ادراكنا للواقع من حلونا حيث توجد الأشياء التي تسبب لنا الألم، يبدأ الأنسان في فعل ذلك في سن مبكرة وكل ويتطور مع نمو الإنسان وتزيد قدرتنا على التحكم في الألم وتجنبه تصبح متطوره ايضاً.
اول آلام يدركها الإنسان في حياته تكون داخليه تتعلق بدوافع غريزية مثل الجوع وقضاء الحاجه والعواطف، وتخلق هذه الدوافع ضغط على جسم الطفل فيتعلم ادراكها والإستجابه لها، على سبيل المثال البكاء غريزيا عند الشعور بالجوع في البداية لا يستطيع الطفل التمييز بين الم الجوع والآلام الأخرى ومع مرور الوقت نتعلم التعرف على آلام الجوع وادراكها وتجنبها عن طريق تناول الطعام. ومع مرور الوقت نتعلم أن نطلب الطعام للتخلص من الجوع قبل انا يشتد المه، قد يبدوا لك هذا النوع من معرفة الذات أمر سهل لك كانسان راشد لكنه مشروع تعليمي كبير للرضع والاطفال الصغار.
يأتي بعد تحديدنا لبيئتنا الداخلية تحدديدنا للبيئة المحيطه والعام الخارجي، على سبيل المثال يكون كل ما يستكشفه الإنسان منصب على ذاته كأنه يقول ” انا مركز الكون” ولا يكون التوقع لما يفعله الآخرون لنا بالدقه التي نريدها، فنبدأ استجابة لذلك بتطوير لاستكشاف الأشخاص من حولنا وتوقع ما قد يفعلونه من أجلنا، يساعدنا استكشافنا للمجتمع من حولنا في تجنب الأشخاص الذين نتوقع منهم الأذى والاقتراب من الذين نتوقع منهم مساعدتنا، يستغرق هذا من الأطفال سنوات لاستكشافه بالشكل الصحيح اما الراشدين فقد يكون الأمر بالنسبة لهم أكثر أول اقل سهولة.
الدرجة التي يقوم بها الإنسان بادراك واستكشاف ذاته والعالم المحيط به دائما مرتبطة مع مدى تقدمه في النمو، الأطفال الصغار والرضع يكون لديهم ادراك بدائي لذواتهم وللآخرين، فين حين يكون لدى الأطفال الأكبر سناً والبالغين ادراك افضل لذواتهم ولكل شيء آخر، يتاثر مستوى النمو للشخص بالعوامل البيولوجية والخبرة حيث يتصرف الأطفال بطريقة طفولية بسبب عدم نضج عقولهم وايضا عدم نضجهم جسديا بشكل كامل، في سن المرهقة يكون الأنسان قد اتم نموه العقلي( بافتراض أن كل شي آخر سار بشكل طبيعي) وكل التطور والنضج الذي يحدث بعد ذلك يكون نتيجة للتجربة الشخصية ،بالتأكيد ليس كل شخص قادر على الاستفادة من التجارب التي يمر بها، احيانا نلتقي بأشخاص راشدين من حيث العمر لكنهم يتصرفوا بطريقة تشبه الاطفال قد تختلف من شخر لآخر.
لقد قضيت بعض الوقت في الحديث عن ادراك الاطفال للخطر لأن هذا العمر الذي تبدأ فيه تكوين الدفاعات الذاتية، كل البشر لديهم دوافع لتجنب الألم الجسدي والنفسي على حد سواء ويفعلون ذلك من خلال تطوير ادراكهم لأنفسهم وعالمهم لتوقع الألم، ويستخدم الناس هذه الصوره من ادراك الذات والعالم للتوصل التي كونوها بأنفسهم في بداية حياتهم للتوصل إلى طرق لتجنب الألم، بعض هذه الادراكات قد تكون خاطئة من البداية وتصبح أكثر تطور وتاثيرا مع تقدم الإنسان في العمر. حيث يستخدم الناس ادراكهم لذواتهم ولعالمهم المحيط الذي كونوه في الطفولة للمواجهة وتجنب الألم في كل مراحل حياتهم ومع تقدم الإنسان في من المفترض أن تتطور سبل المواجهة والتأقلم فمزيد من التطور يعني مواجهة افضل والعكس، ولكن هذا ما يحدث من الناحية النظرية يجد كثير من الناس أنفسهم عالقون ويفشلون في مواكبة التقدم والتطور الذي حدث في حياتهم، ويفشلون في تطوير وسائل أكثر فاعلية للتاقلم مع مرحلة من حياتهم تحتاج لتطوير وسائل أكثر فاعلية، وعلى الرغم من أنهم سيبدون طبيعيين في معظم جوانب حياتهم إلا أنعم ربما سيتصرفون بطريقة تشبه الأطفال تحت اذا وقعوا تحت ضغط.
يختلف اختصاصيو الصحة العقلية حول ما يسمى “دفاعات الشخصية” حيث بميل المحللون النفسيون (اتباع مدرسة فرويد) إلى تسميتهم”آاليات الدفاع” مع التركيز على الوسائل الأولية والأقل فعالية التي يبتكرها الإنسان في مرحلة أولية من حياته، ويشير كتاب آخرين إلى إستراتيجيات المواجهة حيث يركزون على الوسائل الأكثر فعالية وتطوراً للتكيف التي يستخدمها الناس، أما انا والعديد من العاملين في مجالة الصحة العقلية نعلم أن هناك تسلسلا من آاليات الدفاع واستراتيجيات المواجهة تتتدرج من الأولية حتي المعقدة، أنا هنا اطلق عليها “تجنب الألم” للتأكيد على طبيعتها الدفاعية، وايضا للفت الإنتباه أن الناس غالباً ما يميلون إلى استخدام دفاعاتهم المفضلة بشكل اعتيادي مع دمجها إلى حد كبير في شخصياتهم.
تم ترتيب هذا التوصيف لدفاعات الشخصية (بناءا على على إلادراك في سن مبكر للذات وللآخرين)من حيث التي تأتي اولاً في عمر الأنسان إلى حيث الأكثر تطوراً في النهايةن بالطبع هذه القائمة ليست كامله أو مثالية وهذا الترتيب قد لا يكون بالضرورة هو النهائي ولكن القائمة كافية لتوضح الغرض من هذا المقال. ويجل عليك عند قراءتك هذه الآليات ان تفكر فيها كإستراتيجيات لها تأثير في كل مرحلة من مراحل تطور الشخصية وفي فائدتها من حيث مساعدة الناس على الحفاظ على العلاقات الصحية ورفض العلاقات الضارة، إن استخدام شخص ناضج استراتيجيات دفاع تبدو طفولية أو بدائية ربما يسلط الضوء على الطريقة التي يرى بها هذا الشخص نفسه أو العالم وقد يشير إلى أن شيء ما ربما يكون قد حدث في حياته وقاطع أو اخر تطوره مثل ( اضطهاد أو صدمة أو خسارة أو ادمان أو أي استثنائى حدث لهم).
بعض من الدفاعات الذاتية البدائية أو المبكرة
غالبا ما تستند استراتيجيات الدفاع الأكثر بدائية أو التي تأتي مبكرة في مرحلة النمو إلى ألى ادراك خاطيء أو غير دقيق لحقيقة الواقع – وهذا هو السبب لتسميتها بدائية.
وعلى الرغم إلى أنها قد تعمل كوسيلة لتفادي الألم على المدى القصير، إلى أن نتائجها سلبية على المدى الطويل ولا تؤدي إلى نتائج بناءة ولا تساعد من يبحث عن حل لمشاكله، ومن الجتمل أن تكون من الدفاعات التي كانت اثناء الطفولة واستمرت بفعل تعرض الشخص للاذى بطريقة ما أثناء طفولته.
الإنفصال
الأنفصال هو الحالة الذي تصبح فيها الذكريات منفصلة عن الوعي بشكل غير طبيعي، الانسان في الحالة الطبيعية تتكامل ذكرياته مع انتباهه بشكل مستمر حيث يستطيع الإنسان الانتقال بين الذكريات بدون حدوث أي مشكلة مع القدرة على تذكر المسار الذي سلكه للوصول لفكرة معينة، أما في حالة الإنفصال تكون الذكريات تكون الذكريات منعزلة عن بعضها مع عدم وجود أي رابط بين فكرة وأخري يؤدي للتنقل بينها، الجميع يتعرضون للإنفصال بشكل طبيعي وقد يكون في صورة نسيان عرضي لأي شيء، وبالرغم من ذلك هناك من الناس من قد يكون لديهم قدرة خاصة على الإنفضال ويستخدمونها لمواجهة مشاعر سلبية، يمكن أن تحدث اضطرابات كبيرة اساسها الإنفصال مثل ( اضطراب الشخصية المتعدد، أو فقدان الذاكرة، أو الشرود الانفصامي)، الأكثر شيوعا هو وجود الإنفصال كعملية تٌبنى عليها دفاعات أخرى.
الإنقسام
يطلق عليه ايضاً التفكير “بالابيض والأسود” أو التفكير “بكل شيء أو لا شيء” أو هو الفشل في الجمع بين الصفات السلبية والإيجابية للذات أو الآخرين في تفكير الشخص، وغالبا ما يتربط بتعرض الإنسان للاساءة في مرحلة مبكرة من حياته حيث يحاول الأنسان من خلال الحفاظ على بعض مظاهر السعادة في مواجهة التجارب السلبية للغاية، وعلى عكس الأشخاص الذين لديهم ادراك أكثر واقعية يمكنهم من رؤية جوانب جيدة وأخرى سلبية في آن واحد فإن الأشخاص الأنقساميين قد يقللون من قيمة شخص ما لسبب يبدوا للآخرين اخفاق بسيط، أو قد يرون شخص على أنه مثالياً على عكس الحقيقة ربما يتوقعون منه ايضا أن ينقذهم.
الإسقاط
في الإسقاط يميل الناس إلى أن الآخرين يشعرون بنفس شعورهم فقط مع المشاعر الغير لائقة والغير مقبوله، وبما أن هذا الشعور غير مقبول فينتج عنه الشعور بالألم وبما أن الدفاعات الذاتيه تتمحور حول تجنب الألم فغالبا ما يتم اسقاط الغضب على اشخاص آخرين، على سبيل المثال ينطوي الإسقاط على الفشل في التمييز بشكل مناسب بين ادراك الذات وادراك الآخرين من حولها، وبالتالي فهو بعتبر جزء من الإنفصال عن الواقع فعلى الرغم من معرفة الشخص لشعوره فإنه يسقطه على شخص آخر بدلاً من فعل الصح وهو تحديد أنه نشأ بدخله هو والتعامل معه، ويرتكب الناس خطأ مشابهاً للغاية في تشكيل التفاعل حيث يتفاعل الناس بقوة مع رغباتهم الغير معترف بها من خلال العمل على قمع تلك الرغبات في الآخرين( مع انكار أنهم يمتلكون تلك الرغبات)، مثالي مفضل هو روي كوهن وهو محامي عمل بالسياسة وكان مثلي الجنس ومات بسبب الإيدز ولكنه اضطهد مثليون جنسيا خلال منتصف القرن العشرين لأنه كان جبان جدا لقبول نفسه كما هي.
التنفيس
بحدث عندما يقوم شخص غير قادر على التعبير عن مشاعره بالتنفيس عن طريق التصرف بطريقه متهورة، يؤدي التنفيس لتحرير الضغط من داخل الشخص لخارجه حتي لو كان تصرفاته غير مفهومه لمن هم حوله، ايذاء الذات، وتفجر الغضب والتصرفات المؤذيه للآخرين تندرج جيمعها تحت بند التنفيس.
الإنكار
قد يكون الإنكار أكثر آليات الدفاع الكلاسيكية شهرة لأنه كان مفهوماً مهما تم تعلمه بواسطة فرويد وايضا تم التأكد منه بواسطة مجتمعات علاج الإدمان، في حالة الإنكار يرفض الشخص الإعتراف بوجود مشكلة، وتوجد أمثلة كثيرة ومختلفة عن الإنكار توضح مدى تشوه الواقع لدى الشخص مثل مدمنين الكحول والمدخنين الذين ينكرون وجود أي مشكلة لديهم، والزوجة التي تتعرض للضرب ولا تشعر ابداً أن حياتها في خطر، والحبيب الذي لا يرى أي اشارة على أن علاقته تنهار.
آليات الدفاع الثانوية
تعتبر هذه الدفاعات اقل تأثيراً أو بمعني اصح اقل تدميراً من الدفاعات البدائية، وتستخدم من قبل البالغين على مدى قصير كطريقة لمسايرة الواقع ومنها
القمع أو الكبت
مصطلح القمع أو له تاريخ حيث استخدمه فرويد اعتبره نوع من اجبار الأفكار الغير مريحة على الإختباء في العقل الباطن، وعلى الرغم من أن هذه الأفكار المكبوته لن تظهر في العقل الواعي إلا أنها ستظل تعمل كمحفز لكل سلوك الشجص بطريقة غير مباشرة، المطلح كبت له معني آخر حيث لا يدرك الشخص أفكاره المكبوته حيث يقرر بوعي عدم التفكير فيها، وفي الآونه الأخيرة استخدم مصطلح الكبت لوصف نمط مواجهة مصمم لتقليل القلق عن طريق تجنب المعلومات التي قد تثيره.
التحسس
وهو مفهوم مضاد للكبت كاستراتيجية مواجهة حيث يبحث الشخص عن المزيد والمزيد من المعلومات بغض النظر عن مدى إثارة قلقه للحصول على صورة مكتملة لما يقلقه.
الإزاحة أو الاستبدال
وهو عندما يحول الشخص غضبه من شيء لا يمكنه التحكم فيه أو اظهار غضبه تجاهه إلي شخص أو شيء آخر مما يؤدي إلى ازاحة شعورهم بالضيق أو الإهانة والعجز لشعور بالسيطرة، مثل أن تصيح أم بأبنائها عندما تغضب من زوجها.
التفكر
عندما يواجه الناس الأحداث المؤلمة والمقلقة بالتراجع إلى تحليل إدراكي للحدث بحيث يعزلون افكارهم عن المشاعر المحيطة بالحدث.
التبرير
يقوم الناس بمناورة مماثلة وهي التبرير حيث يقومون بخلق اسباب لتبرير ما فعلوه بعد حدوثه.
الدفاعات الناضجة
تعتمد الدفاعات الناضجة على فهم قوي ودقيق للواقع الإجتماعي، وتميل لأن تكون بناءة أكثر وتساعد في التكيف والتأقلم مع الواقع، ولى الرغم من أنها مفيدة إلا أنها تكون صعبة على الأشخاص العالقين في استخدام وسائلهم الدفاعية البدائة.
التسامي
يحدث عندما يعيد الإنسان واعياً توجيه الطاقات من الأفكار والغرائز السلبية إلى افعال إيجابية. كان فرويد يوصي باستبدال العمل الفني بالجنس لكن هذه الاستراتيجية أكثر كثيرا مرونة من هذا مثل أن يستخد الرياضيون طاقتهم بعد خسارة لمزيد من التدريب.
الفكاهة
تعمل الفكاهة بشكل جيد على تقليل حدة السلبيات وتدفع الناس للنظر للجانب المشرق في مختلف مشاكلهم وتعمل على خلق مسافة بين الإنسان والمشكلة.
الإنتماء
هو التوجه نحو الاختلاط بالناس للاسفادة من صداقتهم ومشورتهم، ربما لا يمثل دفاعا مثالياً، لكنه فعال كاستراتيجة للتأقلم ومواجهة الألم والقلق، يمثل الانتماء فرصة جيدة لتشتيت الانتباه عن المشاعر السلبة والتعرف على الواقع والحصول على دعم عاطفي وله فوائد كثيرة.
مراقبة الذات
تعتبر مراقبة الذات عن طريق كتابة يوميات، بديلا عن البحث عن الآخرين لتقديم الدعم، من حيث التنفيس عن المشاعر السلبية وتشتيتها والحصول على منظور أفضل للمشاعر والمشاكل من خلال تدوينها.
الثقة أو الحزم
هو التوسط بين السلبية والعدوانية، لا هم سلبيين فيسمحوا للأخرين بالسيطرة عليهم، ولا هم عدوانيين ليسيطروا على الآخرين، وعلى عكس العدوانية التي لا تحتاج للكثير من التفكير فإن الحزم الذي يبدو بسيط لكنها في الواقع تحتاج لدرجة كبيرة من الدهاء والثقة بالنفس وفهم جيد لسلوكيات البشر الاجتماعية.
العلاقات ونضج الدفاعات النفسية
من خلال قراءتك لهذا الملخص لتدرج الدفاعات النفسية نأمل أن تكون قد اكتشفت الطريقة التي يرتبط بها نضج دفاعاتك النفسية بمهاراتك في التعامل مع العلاقات، حيث تعد القدرة على الحفاظ على علاقات جيدة وصحية مكونا لا غنى عنه للحصول على حياة سعيدة والنجاح، ونظراً لأن الإنسان مخلوق اجتماعي والعلاقات وسيلة اساسية لتلبية احتياجات الإنسان العاطفية والحصول على الدعم للنجاح، فإن فهم أفضل للدفاعات النفسية المتعلقة بالواقع الاجتماعي تساعد على تحسين حياة الإنسان من خلال تحسين قدرته على الإرتباط بالآخرين، وعلى العكس من ذلك تؤدي الدفاعات المبنية على فهم مشوه للواقع الإجتماعي لتدمير قدرة الإنسان على التمييز بين العلاقات الصحية وغير الصحية وعلى التمييز بينهما، والمثير للسخرية هو انه بالرغم من العلاقات التي ربما تكون أفضل طريقة لإدراك الواقع الإجتماعي الخاطىء وتصحيحه فإنهم وهم في أمس الحاجة لعلاقات صحية يسارعون لتدمير هذه العلاقات.
الأشخاص البالغون الناضجون لديهم مرونة تمكنهم من عمل مناورات دفاعية تتراوح بين تجنب الألم وعمل جهود بناءة للتكيف والتأقلم في حل المشاكل، وهم أيضا لديهم القدرة على تلبية احتياجاتهم العاطفية والمادية بفعل هذه المرونة الموجود لديهم، والتي يعرفون الوقت المناسب لإستخدامها، ونظراً لأن فهمهم للواقع دقيق فهم نادرا ما يتعرضوا لاساءة تقدير المواقف، يعرفون متى يثقون ومتي لا يثقون على عكس الأشخاص الذين يستخدمون آليات دفاعية بدائية غالبا ما تقودهم اساليبهم البدائية للعناد والجمود.