كَذَا هَكَذَا نُبُوغ الرِّجَالِ
فِي تَوَلِّي جَلاَئِلِ الأعْمَالِ
حَسَبٌ طَارِفُ أَعَانَ عَلَيْهِ
تَالِدٌ مِنْ نُبْلٍ وَحُسْن خِلاَلِ
حَيِّ سَمْعَانَ فَهْوَ أَوَّلُ مَنْ يُذْكَرُ
بِالخَيْرِ فِي بَنَاةِ المَعَالِي
وَاسْمُ سَمْعانَ مَالِيءُ السَّمْعِ
فِي كُلِّ مَكَان بِطَيِّبَاتِ الفِعَالِ
بِطُلَ النَّفْعِ لِلْبِلاَدِ إِذَا مَا
عُدَّ أَهْلُ الجَلاَّدِ فِي الأبْطَالِ
يَا فَتَى الشَّرْقِ لَيْسَ بَدْعاً إِذَا مَا
بُتَّ فِي الشَّرْقِ فَاقِدَ الأكْفَالِ
هَلْ بَلَغْتَ الَّذِي تَمَنَّيْتَ إِلاَّ
بِالثَّبَاتِ العَجِيبِ فِي كُلِّ حَالِ
وَحَقِيقٌ بِمَنْ يَسِيرُ دَؤُوبا
أَنْ نَرَاهُ مُحَقِّقَ الآمَالِ
فِي جَمِيعِ الأُمُورِ جَدُّكَ مَوْفُورٌ
عَلَى قَدْرِهَا وَجِدُّكَ عَالِي
وَأَيَادِيكَ فِي الزَّكَاةِ تُوَالِيَهَا
وَفِي الرِّزْقِ دُرُّهَا مُتَوَالِي
لَوْ دَرَى المُمْعِنُونَ فِي جَمْعِ مَالٍ
كَمْ تَزِيدُ الزَّكَاةُ قَدَرَ المَالِ
فَلَقَدْ تَبَلَّغَ التُّجْارُ بِحَقٍّ
رُتْبَةً فَوْقَ رُتْبَةِ الأقْيَالِ
طَاردَتْ مَأُثَرَاتُكَ البُؤْسَ حَتَّى
صُرْتَ لِلْكَاسِبِينَ خَيْرَ مِثَالِ
إِنَّمَا اليُمْنُ فِي المَبَرَّاتِ تُسْدَى
عَنْ سَخَاءٍ مِنْ فَضْلِ رِبْحٍ حلاَلِ
أَيُّ غَرْسٍ غَرَسْتَهُ لَمْ يُبَارَكْ
لَكَ فِيهِ المُهَيْمَنُ المُتَعَالِي
صارَ فَرْعُ الإِسْكَنْدَرِيَّة كَالرَّوْضَةِ
ذَاتِ الجَنَى وَذَاتِ الظِّلاَلِ
فَهْوَ يَهْدِي إِلَيْكَ شُكْرَ الأمَالِيدِ
الرَّوَايَا لِلْعَارِضِ الهَطَّالِ
نَاظِماً مِنْ نَدَاكَ عِقْداً نَفِيساً
تَشْتَهِي لَوْ تُصاغُ فِيهِ الَّلالِي
وَيَبُثُّ الوَلاَءَ فِي تَهْئِنَاتٍ
فَضَّ عَنْ طِيبِهُنَّ خَتْمُ الغَوَالِي
غَيْرُ نَاسٍ ذِكْرَى سَلِيمٍ
وهَلْ ذِكْرَاهُ تُنْسَى عَلَى مَمَرِّ اللَّيَالِي
هُوَ حَيٌّ ما دُمْتَ حَيّاً وَمَا دامَ
يَلِيهِ الأَبَرُّ فِي الأنْجَالِ
فَتَقبَّلْ مِنْ غَرْسِ نَعْمَاكَ حَمْداً
هُوَ جَهْدٌ يَهْدِيهِ مِنْ إِقْلاَلِ
وَابْقَ خَمْسِينَ بَعْدَ خَمْسِينَ
وَالدَّهْرُ عَلَى عَهْدِهِ مِنْ الإِقْبَالِ
بَالِغاً أَحْسَنَ الأمَانِيِّ مَوْفُورَ
السَّعَادَاتِ بَيْنَ صَحْبٍ وَآلِ
لِبنِيكَ الأَعِزَّةِ السَّبْقُ فِي كُلِّ
مَقَامٍ مُشْرِفٍ وَمجَالِ