TODAY - September 15, 2010
ساسة يستبعدون نجاح دمشق في الوساطة بين علاوي والمالكي
نواب: أحزابنا تتنازل لدول الجوار بدلا من التعامل بمرونة مع بعضها
بغداد – اميمة يونس
قال قيادي كردي بارز امس الثلاثاء، ان الاحزاب العراقية تفضل ان "تتنازل" لدول الجوار على ان تبدي مرونة حيال شركائها في العملية السياسية، في وقت استبعد سياسي شيعي ان تنجح دمشق في الوساطة بين رئيس الوزراء نوري المالكي وزعيم القائمة العراقية اياد علاوي.
وفي تعليق على زيارة وفد رفيع يمثل فريق المالكي الى سوريا وتأكيده من هناك انه مصمم على تشكيل الحكومة واشراك الجميع، اكد عضو ائتلاف دولة القانون، كمال الساعدي، ان زيارة الوفد ليست لها علاقة بموضوع تشكيل الحكومة في البلاد، موضحاً لـ"العالم" ان الزيارة لها علاقة "بتطبيع العلاقات التي سبق وان توترت". وبين الساعدي ان توجه الحكومة الجديد "وان جاء باسم ائتلاف دولة القانون، لكنه توجه حكومي يرى ضرورة ازالة سوء التفاهم الذي حصل بين البلدين" بحسب قوله. وحول ما تردد بان دولة القانون بزيارتها الى سوريا لضمان عدم الاعتراض على مرشحها المالكي لتولي رئاسة الحكومة المقبلة، اكد الساعدي "نحن مؤمنون بعدم عرض مرشحنا على اية دولة او الموافقة عليه من قبل اي طرف من الاطراف الخارجية".
ولفت الى ان الزيارة "غير مرتبطة بمفاوضات الاطراف السياسية في البلاد حيال تشكيل الحكومة خاصة وان حواراتنا سوف تستأنف مع كل القوائم".وفيما اذا كانت سوريا تسعى الى التقريب بين العراقية ودولة القانون قال "نحن نعتقد بان رئاسة الوزراء يجب ان تكون للتحالف الوطني، وهذا لا يعني عدم وجود تقارب مع العراقية التي نعدها شريكة اساسية في العملية السياسية".
من جانبه، دعا محمود عثمان عضو التحالف الكردستاني، الكتل السياسية الى ان تحل ازمة تشكيل الحكومة داخل البلاد دون التوجه الى دول الجوار، مستغرباً "تقديم الاطراف السياسية التنازلات لتلك الدول في حين تمتنع عن تقديمها امام بعضها البعض".ويؤكد عثمان لـ"العالم" ان اللجوء الى الدول الاخرى من اجل حل مسألة تشكيل الحكومة "سيرافقه بالتأكيد تنازلات عديدة" مضيفاً "كيف يمكن زيارة دولة سبق وان اتهمت بالارهاب من قبل الحكومة العراقية؟" بحسب قوله. وفيما اذا ادى ذلك الى منح سوريا تأثيرا كبيرا على العملية السياسية في العراق قال عثمان "ان تأثير سوريا سيكون سلبياً على وضع العراق، خاصة اذا اخذنا بنظر الاعتبار ان الدول المحيطة بالعراق اتفقت على حل معين والعراقيون سيأخذون بهذا الحل، وبالتالي فليس من الضروري ان يكون هذا الحل لصالح البلاد" لافتاً الى ان "الكتل السياسية هي بالنهاية من تأتي بتلك الدول للتدخل بالشأن العراقي".
واضاف ان "القوى السياسية في البلاد لم تكن بمستوى المسؤولية تجاه ازمة تشكيل الحكومة ولم تقدم التنازلات او المرونة امام بعضها البعض وتغليب مصلحة البلد على المصلحة الشخصية" على حد تعبيره.ويرى عدنان الدنبوس، عضو القائمة العراقية التي يتزعمها رئيس الحكومة السابق اياد علاوي، ان المشكلة العراقية متعددة الابعاد، فهناك البعد الداخلي والاقليمي (ايران وسوريا وتركيا ودول اخرى) ودولي (اميركا وبريطانيا وحلفاؤهما)، مؤكداً لـ"العالم" ان القوائم الرئيسية في البلاد "وصلت الى قناعة بان حل ازمة تشكيل الحكومة لا يتم من خلال الارادة الداخلية، حيث لمست ان للدور الخارجي تاثيراً كبيراً على حل او تاخير تشكيل الحكومة في البلاد".
ويلفت الدنبوس الى ان "زيارة وفد ائتلاف دولة القانون تأتي بهدف اعادة العلاقات بين المالكي وسوريا سيما بعد الفجوة الكبيرة التي حصلت اثر اتهام الاخيرة بضلوعها بتفجيرات الاربعاء الدامي، وكذلك استمالة سوريا في عملية تغليب كفة المالكي لتولي منصب رئاسة الحكومة على حساب القائمة العراقية والائتلاف الوطني" على حد تعبيره.
ويستبعد الدنبوس ان تنجح كتلة المالكي في تشكيل الحكومة خاصة انها "ذهبت الى سوريا كدولة قانون وليس كتحالف وطني لأن شركائهم في الكتلة الشيعية لم يتفقوا معهم بعد على تسمية مرشح بعينه".
ويتفق عضو الائتلاف الوطني، محمد البياتي مع الدنبوس، حيال نية دولة القانون الرامية الى ترطيب الاجواء فيما بينها وبين الرئيس السوري يكون ثمنه عدم الاعتراض على تولي المالكي رئاسة الحكومة، متوقعاً "ان يلجأ المالكي الى القبول ببعض شروط سوريا مقابل التعهد بعدم الاعتراض على توليه المنصب".
واستبعد البياتي حصول تأثير سوري على العراقية تجاه المالكي، "فدمشق لن يمكنها بسهولة ان تقنع العراقية".
alalem
رد مع اقتباس
