ما سدّت الطرقاتُ إنّما فُتحتْ
خلا الطريقَ إلى داري فمنغلقُ
سبعون عاماً بألف كذبةٍ زُرعتْ
ما أثمرتْ غيرَ حبرٍ أرضهُ ورقُ
لا الحربُ شُنّتْ لأجلِ عودةٍ شُطبتْ
ولا الذين ابتغوا سلماً بها نطقوا
كأنّها الماءُ به حربُهم طُفئتْ
أم علّها النارُ بها السّلمُ يحترِقُ
أشجارُ كذْبٍ تُغاثُ كلّما ذبلتْ
بكذبةٍ يستظلُّ تحتها النّزِقُ
وهذه تفضحُ تلك الّتي سبقتْ
وتلك في كذبةِ الأسلافِ لا تثِقُ
سبعون عاماً بألف كذبةٍ فُضِحتْ
كم كذّبت نفسها وصدّق الخرِقُ
وعينُ أمّي على الحدود مذ رُسِمتْ
فعلّ خطاً من الخطوطِ يُخترَقُ
وأذْنها بازْدحامِ الموجِ مااكترثتْ
فعلّ شيئاً عن القمّةِ ينبثِقُ
وكلّما قرّ موجٌ بالعصا ضَرَبتْ
فعلّ بحراً من الحصارِ ينفلِقُ
وكلّما دُقَّ فجراً بابُها قفزتْ
فعلّ صبحَ البلادِ بين منْ طرَقوا
وكلُّ سيّارةٍ مرّت بها سُئلتْ
فعلّ ركباً إلى البلادِ مُنطلِقُ
أفٍّ لما تفعلُ الأحلامُ إذْ رُهنتْ
بصُبحِها كلّما أطلّ تفترقُ
لكنّ أرضَ الإبا تفي إذا وعدتْ
فربّ حقٍّ قلىْ أتىْ به نفقُ
سبعون مرّت ورأسُ هيئةٍ قصَمتْ
ظهرَ الشّعوبِ علىْ أوضاعِنا قلِقُ
سبعون والحقُّ أسْدٌ كلّما زأرتْ
باض ونقّ المهرولونَ أو نهَقوا
سبعون عاماً وظلُّ جدّةٍ نفقتْ
من دورةِ الإنتظارِ ليس ينْعتِقُ
في دورة صبحُها رمّانةٌ ثملتْ
وتنتهي عند بيتٍ سترُهُ الشّفقُ
قد غلّبت نفسهُ هوى الثرى وبكتْ
على هوىً جهلتْ متى بها يلتحقُ
من مُبلغ الظلَّ أن جدّتي اعتذرتْ
فقد تكالبتِ الأيّامُ والطُرُقُ
وفأس جدّي جوارَ ظلِّه وقفتْ
من تحتها الماءُ ومن فوقِها العرَقُ
كأنّها في استراحةٍ فما هدأتْ
أنفاسُها والدّمُ ما زال يندفقُ
دربٌ وأتعسْ به ذاك الذي اصطلحتْ
فيه الذئاب وفي سواه تفترقُ
حتى الدّماء.. دماءُ الأخوة اختصمتْ
فيه وما انفكّت الأعذارُ تُختلقُ
حتى أحاديث صلحِها قد انكفأتْ
عنه وبشهوةِ الكرسيِّ تحترقُ
كأنّها في شقاقِها وألفتِها
سمٌّ جزيئاتهُ في العرقِ تتّفقُ
ولّى زمانُ الصّبا واحدودبَ الجسدُ
والقلبُ من نبضهِ حلٌ ومُنسرِقُ
والصبرُ والشمسُ في جلودنا التقيا
ولستُ أدري بمن الجلدُ يحترقُ
لا الشمسُ اطفأها بردُ الشتاء ولا
صبرٌ تضرّمَ في حلْمِ اللقا غرِقُ