تقنّعْ فكيفما تزيّفُ وجْهكَ
القبيح تظلُّ في العيونِ دنيّا
تلوّنْ فكيفما تلوَّنَ جلدُك
فغلُّك بائنٌ وليس خفيّا
ومهما تفنّنتْ بإخفاءِ كنهها
تظلّ الحرابيُّ أقلّ رقيّا
تكبّرْ ففي قلبِ تكبُّرِك الفنا
وفي عينهِ موتُك بات جليّا
تجبّرْ فقد تجبّرتْ أممٌ خلتْ
فكان المآلُ نيطلا أبديّا
سرقتَ المكانَ وائْتسى بكَ أرذلُ
الزمانِ وكنت للّئامِ وليّا
وأيّدك العارُ بقومٍ كبيرُهم
رعاهُ الفجورُ والنفاقُ صبيّا
فعدْتم لفرعونَ وهامانَ عُبَّدا
وكنتمْ لمن خابَ وعابَ مطيّا
وطارت بك الأحلامُ غايتُها برو
ج وهمٍ أمِنْتها وكنتَ عميّا
وسُمَّ كلامُك ونمَّ لسانك
فخفّ الكريمُ للترابِ رضيّا
وعابتْ فعالُك وعمّ بلاؤُك
وإبليس ودَّ لو يعودُ تقيّا
وعشت مدلّساً عطاؤُك للمعو
زِ من جيبهِ وكم بذلتَ سخيّا!
وزاد عطاؤُك وكُدِّسَ مالُك
وأمسيْت بين الأرذلينَ عليّا
وهاجت رياحُ الشرق وانتفضتْ رما
لُهُ فغدَتْ بروجُ وهمِك جِيّا
فعدتَ بهيئة الغرابِ لتدّعي
الخلاقَ وما كان الغرابُ دعيّا
أما علّموك أنّ برجاً على رما
لِنا لا يدومُ أم غدوتَ نسيّا
وليس يفيدك القناعُ وأنفُك
اذا ما تحدثت استطال شكيّا
ولا تدّع الرقيَّ إذْ أنت خصمُه
وما كنت الا أرْعَناً همَجيّا
ولا يخرجنّ صدرك الآه مبدياً
إباءَ رجولةٍ فلستَ أبيّا
ولا تذرفنّ عينك الدمع مبدياً
نقاءَ سريرةٍ فلستَ نقيّا
ولا تدَّعِ الحزنَ على حال أمّةٍ
أضاعتْ طريقَها فلسْتَ وليّا
ورتِّلْ كتابَك وغادرْ كتابَنا
فما كنت مؤمناً ولا عربيّا
وألفُ نبيٍّ ما كفوكَ ألوثةٌ
سرتْ بخيالك فصرْتَ نبيّا؟
وليس بقاؤك عليها دليل قو
وةٍ أو مناعةٍ فلسْتَ قويّا
فأعجِب بمنْ أعطاك سِلْما وصدّقَ
بحمقٍ بأنّك غدوْتَ سويّا
فقد فسدَ الكونُ وأنت العلامةُ
وإلّا فما سرّ بقائك حيّا
وإن كنت في شكِّ من القولِ فاستعرْ
من العقل شيئاً ثمّ فكّرْ مليّا