منْ تنادي قدْسُنا منْ تنادي
من يداوي جُرحَها بالْفِعال ِ
أحبيبٌ قدْ غدا في انشغالِ
أم زَنيمٌ في جفاهُ يُغالي
هؤلاء اخوَةٌ قدْ تجافَوْا
وطغى اشرارُهمْ في اخْتيالِ
نذَرُوا انْفُسَهم للغريبِ
واستباحوا عِرضَهمْ باقتتالِ
والاحبُّ بينهم كذّبُوه
وارْتأوه جامحاً في ضلالِ
وَاخرُونَ سُبَّةٌ ما اسْتجابوا
أوْ تنادوْا في زَمانِ الوصالِ
كَمْ غفرتِ صمْتَهم ثمّ قلتِ
عَلَّهُ صمتُ رؤوسِ الجبالِ
عاجلاً أو اجلاً ستهبُّ
مِنْ ثناياهُ رياحُ الشمالِ
فاذا بالصّمتِ ليسَ سوى جُحْ
رِ منايا بانتظارِ الغزالِ
مَنْ تنادي قدْسُنا منْ تنادي
منْ لهذا الأصفرَ بالنّعالِ
أمْ فِداها قوْلُنا اذْ بهِ لا
بسواه تُسْتباحُ المَعالي
ويْلَهُ من يائنا انْ تَجلَّتْ
في دُعاءٍ أوْ عَلتْ في جدالِ!
ويْلَهُ من شعرنا والطبولِ
أنْ يُدقُّ رقُّها بانْهيالِ!
ويحَ قومٍ ما أجادوا سوى قرْ
ع الطبولِ اذْ تنادي الغوَالي
من تنادي قدسُنا من تنادي
والزّمانُ ما خلا منْ رجالِ
أتنادي خالداً امْ صلاحاً
والزّمانُ عينُه للزّوالِ
هذه أُمّتكِ قد أناخ
الذلُّ والبؤسُ بها باعْتلالِ
أُمّةٌ قد سَلّمتْ بالوعودِ
ويْ لها إنْ بُغِتتْ بالنزالِ
أمّةٌ لمَّا تزلْ ترتئي كلّ
جمالٍ في حدودِ الخيالِ
وجمالُ قدْسنا لا يدانيـ
ـهِ خيالٌ، كالْجِنانِ العوَالي