خيالُ الحقلِ إنسانٌ
نقيّ الدين والمذهبْ
كريمُ النفسِ والمنبتْ
بسيطُ الوجهِ لا يقْطِبْ
وليس يشدّه جاهٌ
ولا مالٌ ولا منصبْ
خيالُ الحقلِ حرٌّ في
محيطٍ خيرهُ يُنهبْ
نجيبُ الأرضِ والكدِّ
فما شرّقَ أو غرّبْ
مدادُ العمرِ صوّامٌ
فلا يأكلُ أو يشربْ
خيالُ الحقلِ يحمينا
و لا يُعيي ولا يتعبْ
ويحمي زرعنا من كلْ
لِ ما يُتلف أو يُعطبْ
فهل نحتاجُ حرّاساً
ينامون عن المطلبْ؟!
خيالُ الحقلِ سلطانٌ
إذا غالبَ لا يُغلبْ
إذا ما جيّش النجمَ
فما للّيل من مَهْربْ
وإنْ هوْ أوقف الأرضَ
فما للشّمسِ من مغربْ
فخيرُ الخصم أنْ يُسحبْ
وخيرُ الواهِ أنْ يُحْجَبْ
فهل نحتاجُ من ليسَ
له نابٌ ولا مخلبْ؟!
فتمسي أرضُنا في عهْ
دهِ فرجاً لمن يرغبْ
كأنّه فوقنا نسرٌ
وعند الجارِ كالأرنبْ
خيالُ الحقلِ شيخٌ يُبْ
رزُ الحقَّ ولا يُرهِبْ
فلا يُوردنا النارَ
ولمْ نهفُ ولمْ نُذنبْ
ولا يسْطو على الأعما
رِ والأنفاسُ لم تنضِبْ
أيُجزَى الناسُ باسم الل
هِ والميزان لم يُنصب؟!
فهل نحتاج من يُفتي
وفتواهُ بنا تذهبْ؟!
خيالُ الحقلِ يَقضي بي
ننا بالحقّ إنْ نطلبْ
يرى الحقَّ بعينيهِ
وليس بأعينِ المَكسَبْ
فهل نأتي بشيطانٍ
لينجو كلُّ منْ أذنبْ؟!
خيالُ الحقلِ أستاذٌ
اذا غنّى له نطرَبْ
فهلْ نأتي بأصوات
كما الغربان إذ تنعَبْ؟!
وإنْ صاحبْتهُ العمر
فلن تشقى ولن تتعبْ
أنصحبُ من اذا استغنى
سيلدُغنا كما العقربْ؟!
خيالُ الحقلِ ما خانَ
وإنْ قالَ فلا يكذبْ
ومؤتمنٌ على تاري
خِنا الأبعدِ والأقربْ
ولولا أنّه يكتبْ
فما يُبقيك يا يعربْ
خيالُ الحقلِ يكفينا
فنمتازُ ولا نرسبْ
فلا يدعو إلى بيتٍ
وفي الدّرس كمنْ يلعبْ
خيالُ الحقلِ بالعلمِ
يداوينا ولا ينصَبْ
خيالُ الحقلِ بالروحِ
يُفدّينا فلا تعجبْ
وكلّ خيالِ حقلٍ وال
قلوبُ لربّها أقربْ