لديني مرَّة أخرى
ندىً من رحمِ عينيكِ
لِديني دَمعةً حرّى
فأدرُجُ فوق خدَّيكِ
وعند نهاية المجرى
أموت ُصريعَ
شفتيكِ...
لديني من ثرىً خَصبٍ
رَوَتهُ جباهُ من تركوا
عُصارةَ كدحِهم في الأرضِ
كي تبقى وإن زالوا
ليبقى ذكرُ ما بذلوا
وما فعلوا
وما قالوا
بحُبٍّ بين جَنْبَيكِ
لديني نبتةً فيها
فأطلق زهري العطريَّ
فوَّاحًا
وصدّاحًا
يغنّي فيكِ أشعاري
ولو أمضَيتُ مشواري
أسيرًا بين كفّيكِ
لديني مرّةً أخرى
رمالاً فوق شطآنِك
خذيني بين أحضانك
وضمّيني
متى ما مِتُّ كي أحيا
بإحساسِك
أحسُّ بعطرِ أنفاسِك
فأولد مرَّة أخرى
ولو عودًا بمحرقةٍ
يصيرُ بموته كُحلاً
يليق بلمسِ جَفَنَيكِ