يا رفاقي في عَسيرِ الدربِ
والليلِ الطويل،
يا رفاقي في الكفاحِ المرِّ
بالصّبرِ الجميلْ،
نحنُ لم نقطَعْ منَ الدّربِ الكثيرْ،
لم نزَلْ نحبو
كما الطّفلُ الصغيرْ...
غيرَ أنّا
سوفَ ندركُ في المطافاتِ النهايةْ!
يا رفاقي
في صِراعِ الموتِ من أجلِ الحياةْ
في بهيمِ الليلِ سِرنا،
نحنُ للّيلِ مداهْ...
نحنُ لا نخشى تعاريجَ الطريقْ
ومنَ الغربانِ لا نخشى النعيقْ
نحنُ سِرنا،
أهِ لو تدرونَ كيفْ
أهِ لو تدرونَ أينْ
آهِ لو تدرونَ يومًا كيفَ سِرنا...
كانَ شوكًا ما حَصَدنا
ما جمعنا،
فاقتلعنا الزرعَ حتّى أنْ حَرَقنا ما اقتلعنا...
ما الذي نُبقي لجيلِ اللاحقين؟
ما الذي يروي غليلَ الظامئين؟
ويلاه إن لعنَ البنونُ زمانَنا
أترانا قبلَهم كُنّـا فَعَلنا؟
يا رفاقي،
في صحارى التيهِ سِرنا
ما تعبنا...
كانَ وَهْمًا ما طعِمنا
وسرابًا ما شربنا...
نحنُ ما زلنا عِطاشًا وجِياعْ
نحنُ ما زلنا نقاسي
مِن ضَياعْ
في صحارى التيهِ طُفنا
ثمًّ عُدنا حيثُ كُنّا !!
يا رفاقي،
كيفَ نمضي تاركينَ الرملَ رَمْلا؟
كيف نمضي
تاركينَ الأرضَ للأجيالِ قحلا؟
كيفَ لا نعطي المشاعِلَ للهدايةْ؟
كيفَ لا نروي لهم كلَّ الروايةْ
كي لا يضيعوا
مثلما من قبلُ في الأوهامِ ضِعنا !