أقول الشعرَ للفلاّحِ كي يزرعْ
وللبنّاءِ كي يبني،
وللعمّالِ في المصنَعْ
أقول الشعرَ للشبّانِ والرُّضَّعْ
وللأفواهِ صارخةً إذا جاعت ولم تشبعْ
أقول الشعر لا حتّى يشارَ إليَّ بالإصبَع!
أقول الشعرَ للمظلومِ في بلدي
وفي غيرِهْ
لأمٍّ أرضَعَت وَلَدي
لقيدٍ كبَّلَ الكلماتِ في حلقي،
لتسهم هذه الكلماتُ في كَسرِهْ
لأنَّ كرامةَ الإنسانِ من حقّي!
أقول الشعرَ للمنفيِّ عن وطنِهْ
وللمحرومِ مِن سَكَنِهْ
لشعبٍ ينهشُ الأحزانَ في مِحَنِه
أقولُ الشعرَ كي يرجِعْ
إلى زيتونِهِ الأخضَرْ
برغم النارِ والمدفَعْ
أقول الشعرَ لا حتى يشارَ إليَّ بالإصبَعْ!
أقول الشعرَ كي يبقى
شهيدُ الحقِّ ملءَ السمْعْ
وملءَ العينِ خلفَ الدمعْ
أقولُ الشعرَ كَي تسمَعْ
جيوشُ الحِقدِ والغدرِِ
إذا ما راعَها مَن قالَ: لا تقتُلْ!
فلم تَسمَعْ...
أقولُ الشعرَ كي ينسابَ ماءُ النهرِ في الصحراءْ
وكي تبقى عيونُ الحبِّ تروي أرضنا الخضراءْ
وفوق غصونِ لوزتنا
ترفُّ حمائم بيضاء
فلا تفزَعْ
ولا تجزَع
ومِن خَيراتنا تشبعْ...