النتائج 1 إلى 6 من 6
الموضوع:

هندامك عنوان شخصيتك

الزوار من محركات البحث: 156 المشاهدات : 1079 الردود: 5
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    في ذمة الخلود
    ابو مصطفى
    تاريخ التسجيل: August-2012
    الدولة: العراق
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 8,028 المواضيع: 865
    صوتيات: 7 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 3679
    مزاجي: الحمد لله
    مقالات المدونة: 7

    هندامك عنوان شخصيتك

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم اخوتي واخواتي جميعا
    بعد انتشار ظاهرة التبرج من قبل البعض نساءا ورجالا وابتعادهم عن تعاليم ديننا الحنيف واتباعهم للشيطان من خلال تقليدهم للمشاهير الغربين من مطربين وممثلين ولاعبي كرة قدم بالملبس والتصرف وطريقة الكلام والمشي وبطلب من الاخت زينب التميمي بكتابة موضوع حول اللباس الشرعي عندما كتبت مداخلة في موضوعها هذا الحجاب الشرعي كتبت هذا الموضوع واضعه على طاولة النقاش امام الجميع لنطرح كل مالدينا في هذا الموضوع لنصل الى نتيجة واحدة يقتنع بها ويرضاها الجميع محاولة منا جميعا لمحاربة الفساد والتبرج والقضاء عليه بطريقة الارشاد والتوعية ( وأدعوا الى سبيل ربك بالحكمة والموعضة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن ) ابتدأ من اسرنا وانتها بالمجتمع الذي يحيط بنا .
    وأرجوا من كل من يدخل للموضوع ان يبدي برأيه ويناقش ولكم مني جزيل الشكر
    واليكم الموضوع وان كان
    عنوان واسع ومُتشعب، ويُمكن أن يُنظر إليه من زوايا كثيرة، ولا يمكنني استيعابها بل ولا حتى مجمل عناويينها في هذا البحث ولذا أكتفي للإشارة في مدخل الحوار لبعض جوانب الموضوع، على أمل أن يتكامل في جوانبه المهمّة من خلال مداخلاتكم أو أسئلتكم.



    في البدء وقفة مختصرة جداً مع العنوان.

    فمفردة الهندام لفظة معرّبة وليست عربية، أصلها فارسيةّ، وتلفظ أندام، والنون من أصل الكلمة .

    وأما معناها فيمكن بيانها من خلال الحديث عن أبعاد ثلاثة، لن أتحدث فيها بالتفصيل، بل مجرد برقيات سريعة، ومن خلال هذه الأبعاد سنتعرف على العنوان وأبعاده:

    البعد الأول: الهندام التكويني، وهو ما إذا قلنا بأنّ المراد من الهندام : حسن القدّ واعتداله ورشاقته، .. هو الهندام الذي خلق عليه الإنسان من لون البدن والعيون وجمال الوجه والجسم ومقداره، وغير ذلك، وهو تكويني لأنه يحصل بدون اختيار الإنسان نفسه، لأنّه لم يقم باختيار لون وسعة وجمال عيونه، فقد جاء الأرض، وكبر فرأى نفسه في المرآة، فعرف أنّ لون عينيه زرقاء أو سوداء أو بنيّ’ أو عسليّة، وإذا كان هناك من له اختيار، فجزء منه والداه، طبعاً للبيئة البلد وطبيعة الطّعام وغير ذلك بعد التأثيرات الأخرى.

    طبعاً هذا الهندام له تأثيره الكبير في حياة الإنسان –ذو النّظرة المادية- فقد يحتجّ الواحد ويقول لماذا خلقني الله أسوداً وخلق فلاناً أبيضاً، ولماذا خلقني قبيحاً وخلق فلاناً جميلاً، وهكذا ..

    طبعاً هذه الأسئلة ترتبط بموضوع عقائدي، وهو موضوع الظّلم والعدل وحكمة الله سبحانه والخير والشّر، وأنصح جميع الأخوات بقراءة أو دراسة كتاب العدل الإلهي للشهيد المطهري (قده) فإنه كتاب نافع جداً، وبغض النظر عن حجم ومدى دخالة الله سبحانه في هذا الموضوع حتّى نتهمه بذلك، فهل أنّ الله هو السبب أم أنّ هناك مساحة اختيار للإنسان حتى في مثل هذا الجانب، بل حتى أنّ هناك مساحة للشيطان في ذلك كما يُشير إليه تعالى بقول: [وَشاركهم في الأموال والأولاد].. أقول بغض النّظر عن ذلك كلّه.. الإنسان يتساءل عن لماذا لم يخلقه أبيضاً مثلاً معتقداً بأنّ له حقّ لم يعطه الله سبحانه، وهنا تتفاوت النّفسيات بحسب طبيعة التّفكير والإعتقاد، فالمؤمن الذي يعتقد بحكمة الله وعلمه، ويعرف أنّ هذه الأمور ليست ذات قيمة حقيقية، يعيش الإستقرار النّفسي.. وقد نقول بأنّ الحبّ والاطمئنان وما شابه هي من الأمور الحقيقية الموجبة لفرح الإنسان وسعادته.. فكم واحدة جميلة معذّبة، وكم واحدة قبيحة سعيدة؟ إن القيمة الحقيقية هي في داخل الإنسان.. قرأت أنَّ ثالث عامل للموت في بعض البلدان الأوربية هو الإنتحار، وأكثر طبقة تنتحر هي الطّبقة المثقفة والمتعلمّة.. فأين قيمة الجمال والمال والأكل ولذّة الجنس إذاً؟

    إنّه القلب.. هناك قلب في هذا الوجود هو منبع السعادة والشقاء.. فنمط تعاملنا مع ما فينا وما حولنا له أثر كبير في سعادتنا. كيف نستقبل الألم؟ كيف نتعايش مع النّقص الموجود فينا؟ نتعامل معه بالقلب، فالفتاة إذا كانت تعيش العّزة الباطنية، لن تطلّع لتقدير من إنسان.. لن تحتقر نفسها لأنها أقل جمالاً.. لن تقوم بما يُخالف الشّرع كالتبّرج والتمظهر بمظاهر محرمة ترميماً للنقص الذي تعيشه!

    طبعاً نحن كثيراً ما نقول الذي يرفع رأسه تنكسر رقبته.. هي مشكلة الكثيرين، ينظرون لمن فوقهم فيقارنون أنفسهم بهم فيتعبون.. المهم أن ينظر للجوانب الإيجابية عندهم، فعند الآخرين أموال ضخمة لكن من يملكها لا يستطيع أن يأكل لقمة من العيش بسبب مرضه، فأنت تملك ما لا يملك.. أنت قبيح وذاك جميل لكنك مؤمن وهو فاسق.. أنت فقير وذاك غني، لكنك هادئ البال وذاك مُجرر في السجون بسبب مطالبات الآخرين وظلمه لهم.. غرضي من هذا الكلام إمام أن تتعرف على النعم التي تملكها ولا يملكها غيرك فتحمد الله عليها، ليحفظها ويزيدها، أو تُسلّم بحكمة الله في هذا الوجود فتطمئن وتهدأ.. فكيف نتعاطى مع الأشياء مسألة في غاية الأهمية.

    البعد الثاني: الهندام الظاهري، من الزي والشكل الذييظهر عليه الانسان. وهذا المعنى حين نفسر الهندام بحسن المظهر والملبس والتأنّق . والشّريعة المقدسة جاءت بقوانين تُقنّن هذا التّهندم، فأرادت للأنثى والذّكر أن يظهرا في الطرقات كإنسان لا أن يظهر الذّكر كذكر ولا الأنثى كأنثى، فالذكورة والأنوثة مقننة بمساحات محدودة. لإاراد لكل واحد منهما أن يتعاملا مع بعضهما البعض –إذا اقتضت المصلحة والضرورة- من غير أن يستثير كل واحد منهما الجوانب الغريزية، ويتعاملا كبشر لا كحيوانات .

    البعد الثالث: الهندام الباطني، وهناك من أعطى بعداً أعمق للهندام من المظاهر . فعندما تحدّث عن نظافة الهندام مثلاً من هذا البعد فنعني به حسن الباطن الدّاعي للطاعة وعزّ القناعة والأخذ بالأصوب لخير الإنسان في الحياتين الدنيا والآخرة .

    فالتّهندم هو إصلاح الهندام وتحسينه في كل الأبعاد بما يُحقق هدف الإنسان وغايته في هذا الوجود. والسؤال الذي أثيره تأسيساً على بيان بعض مفردات العنوان، هو أنّه ما هو هدفك الحقيقي في الحياة؟ هل هدفك التّخرج من الجامعة؟ هل هدفك جمع المال؟ هل هدفك الزّواج وتكوين أسرة؟ هل هي هذه هي الأهداف الحقيقية للانسان المؤمن؟ هل يعني أنّ من لم يخرج من الجامعة هو فاشل؟ هل من لم يتوفق للزواج فاشل؟

    سوف أختصر هذه المسألة في نقطة واحدة –لأن هذا الجانب هو مجرد مدخل وليس محط البحث الأساسي-، وهذه النقطة هي أنّ الدّنيا بأسرها ما هي إلاّ وسيلة لغاية.. ومن الخطر الكبير للإنسان أن تتحول الوسائل –الدنيا وما فيها- إلى أهداف تنسي الإنسان هدفه وغايته.. ولتقريب الفكرة أضرب مثالاً واحداً، فالبدن مركبٌ أعطانا إياه ربّنا سبحانه وتعالى لنصل به لكمالاتنا شأنه شأن الدّابة التي نركبها لتوصلنا إلى مقصدنا، فلتتخيل الواحد منّا أشترى سيارة فقام بركنها أمام المنزل.. فينظفها ويزينها ويعتني بها دون أن يستخدمها فيما صُنعت لأجله.. هنا أصبحت السيارة هدفاً لا وسيلة.. هذا عند نمط من النّاس.. هناك نمط آخر يستخدمها ولكن في غير ما صنعت لأجله، كمن يقوم بتحميل الطابوق أو الحديد أو الأسمنت في سيارة صغيرة الحجم لا تتحمل سوى عدد من الركاب، فالعاقل هو من لا تتحول وسيلته إلى هدف، وإذا جعلها وسيلة فإنه يستخدمها فيما صنعت لأجله.

    فلماذا صنع الله هذا الإنسان؟ هل ليأكل ويشرب ويتزوج ويعمل فحسب؟ أليس الأكل والشرب والزواج زاداً للإنسان ووسيلة للإنسان؟ فهل يصح أن تكون الوسيلة غاية؟ هل يصح أن يكون الهدف من سنفارقه؟ كم سيأكل ويشرب ويلبس ويعمل؟ وماذا بعد ذلك؟ فالقيمة الحقيقية ليست في المأكل والمشرب والملبس وغيرها من وسائل العيش؟ فهل يجد الواحدة منا أنَّ هناك فرقاً جوهرياً بين إنسان يركب سيارة بقيمة مئتين دينار وبين إنسان يركب سيارة بقيمة مئتين ألف؟ أليس كلتيهما وسيلة؟ صحيح أن هذه مريحة وتلك أقل راحة.. وصحيح أنّ هذه سريعة وتلك أقل سرعة.. ولكن ماذا بعد؟ هل إحداهما أثرت في زياد العقل ومعنويته وأخلاقيته وفكره؟ هل إحداهما أضافت شيئاً حقيقياً، بل ربما السيارة المريحة تسلب من عقل الإنسان أو روحيته شيئاً.. حين تتحول لهدف.. حين يشعر بالفخر حال ركوبه، يشعر بانتفاخ شخصيته ومكانته مع أنّ افتخاره أمر وهميٌّ لا وجود له إلاّ في عقله.. ربما تجلب أمثاله من أبناء الدنيا ممن يسيل لعبابهم لها.. لكن ما هي القيمة الحقيقية؟

    وغرضي من هذا الكلام هو أن تلفت الفتاة المؤمنة والشاب المؤمن للتفريق بين القضايا الحقيقية والقضايا غير الحقيقية.. أن يفرقا بين القضايا ذات القيمة وغيرها..

    ما هي المقاييس الحقيقية في حسابات الله سبحانه؟ وليس لي كلام في مقاييس البشر، لأنها مقاييس تافهة.. فهي تقيس قيمة الإنسان بقدار جيبه.. بمستوى جماله.. بمكانته الاجتماعية أو الوظيفية وغير ذلك من المقاييس الدنيوية، والدنيا بأسرها لو كانت لها قيمة جناح بعوضة عند الله لما سقى من لا يؤمن به شربة من الماء..

    ولو كانت المقاييس بالمال لكنّا جميعاً أفضل من رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ –أستغفر الله تعالى- .

    هل تعتقدون أنّ للدنيا قيمة عند الله ليسلبها عن أنبيائه وأوليائه؟

    وهل تعتقدون للجمال قيمة ليسلبه عن مثل جون الذي خدم أهل البيت (عليهم السّلام) وضحّى بدمه بين يدي الحسين (عليه السّلام)؟ وهل مَنَعَهُ جماله –وهو أسود- من نيل شرف صحبة الحسين (عليه السلام) ونصرته، وحيازة وسام المدح الحسيني، حيث قال عن أصحابه: (فإنّي لا أعلم أصحاباً أولى ولا خيراً من أصحابي) .

    إنّ المقاييس التي يجب أن نعتني بها هي المقاييس الإلهية من مثل التقوى، كما قال تعالى: [إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم]. ومن مثل الإيمان والعلم، قال تعالى: [يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أُتوا العلم درجات].

    أقترب أكثر من موضوع حديثي.. إذا كان هندامك لا ينافس الأخرين فلماذا يأخذ من نفسك؟!

    المدار على قربك من الله سبحانه، وما عداه فلا يأخذ من نفسك.. إنّ "الله خلق الجنة لمن أطاعه ولو كان عبداً حبشيّاً، وخلق النّار لمن عصاه ولو كان سيّداً قرشياً

    إذاً المدار على القرب من الله، ولا قيمة لمكانة الأسرة، ولا جمال المظهر، ولا مقدار المال.. ماذا يضيرك إن كنت قريب من الله وابتعد عنك النّاس بسبب فقرك وقلّة جمالك؟ وماذا تستفيد لو اقترب منك جميع النّاس لكنك بعيد عن الله؟ كلكم قرأتم في دعاء عرفة للإمام الحسين (عليه السلام) أنّه قال: (ماذا وجد من فقدك؟ وما الذي فقد من وجدك؟ لقد خاب من رضي دونك بدلاً، ولقد خسر من بغى عنك حولاً).

    إنّ من امتلأ قلبه بحبّ الله شعربالغنى والعزة، فلم يفتقر لعطف أو إحسان من إنسان (كيفَ يُرجى سواك وأنت ما قطعتَ الإحسان، وكيف يُطلب من غيرك وأنت ما بدّلت عادة الامتنان).. ما وزن ابنة او ولد الدّنيا ليقيماني بتقيمهما الدنيويّ الهابط؟ وما قيمة من لا وزن له إذا ابتعد عنّ فتاة مؤمنة محتشمة؟ بسبب قلّة جمالي أو قلة مالي؟

    فليبحث الواحد منا عن هندامه الذي يعتزّ به وهو التقوى.. هذا هو هندامك، وهو عنوان شخصيتك.

    وأُقرّب فِكرة التقوى من خلال قوله تعالى: [يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباساً يواري سوءاتكم وريشاً وَلِبَاسُ التّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ]..

    قد يُقال بأنّ من دروس هذه الآية الكريمة، أنّها تُبيّن وظائف اللباس الأساسية:

    الوظيفة الأولى: السّتر، وهو الذي أشار إليه بقوله: [يواري سوءاتكم].. تسترون به ما يسوؤكم انكشافه.

    الوظيفة الثالثة: التّجمل..، وهو الذي أشار إليه بقوله: [وريشا].. والريش هو لباس الزّينة، استعير من ريش الطائر لأنه لباسه وزينته.

    الوظيفة الثانية: الوقاية.. وهو الذي أشار إليه بقوله: [وَلِبَاسُ التّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ] يتّقي به من الضرر كالحرّ والبرد والجرح والقتل كلباس الحرب، وتتقون به الضرر الروحي والأخلاقي، فكما أن للباس البرد كيفية خاصة ، وللباس الحرّ كيفية خاصة، فلباس الوقاية من الشهوة كيفية خاصّة، وهو اللباس الذي يُقصد به العبادة والخشية من الله سبحانه والتّواضع له، تلبس لباس التّقوى الذي تشعر بأنها من خلاله تعيش في محراب عبادتها، وأنها ليست خارجة عن عبوديتها في هذه اللحظة، فإذا كانت الكيفيات التي تقي من الحر والبرد والحرب وغير ذلك.. كيفيات صاغتها يد البشر، فما أجمل اللباس الشرعي الذي يحفظ النّفس من اللوث، فقد صاغته يد العزيز القدير، فبهذه الصياغة تتقنن الوظيفة الأولى، فمقدار السّتر المُناسب لا يعرفه إلاّ خالق البشر، ومقدار العرض قد حدده وقيّده، كما قال: [ولا يُبدين زينتهنّ إلاّ لبعولتهنَّ].

    فمن اليقظة للمؤمن أن تكون عبد لله في كل حال، كما أنّه سبحانه وتعالى ربّه في كل حال.

    ثقافة العصر.. ثقافة المادة وفقدان المعنوية جعلت أناقة الأنثى ومظهرها ولباسها وتسريحتها عنوان شخصيتها.. هذا لأنها ثقافة الحيوان وليست ثقافة الإنسان.. الإسلام هو ثقافة الإنسان ولذا جاء ليصون الأنثى، ويرفع ليتمّ التعامل معها كإنسانة.. ينظر الرّجل إليها نظرة إنسانية وليست حيوانية.. إنّ الإسلام قنن حركة الأنثى ليقول لها ضعي أنوثتك لزوجك، وتحركي في مجتمعك كإنسانة.. فيمكنك أن تتجملي ولكن ليكن جمالك مُقنناً.. فلا تخضعي بالقول حتى لا يطمع من في قلبه مرض، قال تعالى: [ولا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض].. ولا تتبرجي لكي لا يشتهيك، قال تعالى: [ولا تبرجن تبرج الجاهليّة الأولى]..

    أرجع لأصل الموضوع، فإذا كان هندامك حقيقتك الباطنية.. التقوى هو عنوان شخصيتك، فكيف تُحافظون على هندامكم؟ فهندامكم هو الذي يُقربكم من حبيبكم.. لكن أي حبيب؟ إنّه المحبوب الأوحد.. (يا حبيب قلوب الصّادقين، ويا إله العالمين).

    فإذا كان هندامي للإقتراب من محبوبي، فعلي الحذر لكي لا يشاركني في حبّه أحد..

    المحب ذاكر للمحبوب في كل لحظة من اللحظات.. لا يغيب محبوبه عن قلبه.. وحبه يقوده لطاعة محبوبه.. لنقرأ معاً فقرة من مناجاة المحبين لسيد الساجدين (صلوات الله عليه).. إذ يخاطب ربّه قائلاً: (يا مُنى قلوب المُشتاقين، ويا غاية المُحبّين. أسألك حبّك، وحُبّ من يُحبّك، وحبّ كل عملٍ يُوصلني إلى قربك، أن تجعلك أحبّ إليك ممن سواك، وأن تجعل حبّي إيّأك قائداً إلى رضوانك، وشوقي إليك ذائذاً –اي دافعاً- عن عصيانك، وامنن بالنّظر إليك علي وانظر بعين الودّ والعطف إلي ولا تصرف عنّي وجهك، واجعلني من أهل الإسعاد والحظوة –أي المكانة والمنزلة- عندك، يا مجيب يا أرحم الرّحمين).

    هندام المؤمن هو تقواه ليرتبط بمحبوبه ومعشوقه الحقيقي، ولكن هندام المنحرف المنحرفة هو انحرافهما ليرتبط بمحبوبهما ومعشوقهما الوهمي، قال تعالى بشأن من خلى قلبه من محبوبه الحقيقي وملأه محبوبه الوهمي: [ومن يعش عن ذكر الرّحمن نُقيّض له شيطاناً فهو له قرين].. فحينما همّ الانسان.. ذاي الحب الوهمي أن يستقطب حبيبه، كان كمن نسا ذكر الرّحمن، والنتيجة أنّ الله سيجعل الشيطان له قريناً.. فتلبس بشهوة الشيطان، وتزين بشهوة الشيطان، ويسرّح شعره بشهوة الشيطان..

    فأيّ خير ترجوه ممن كان الشيطان قرينه؟ تقييمه، ثقافته.. فكره.. ذوقه.. كله شيطاني..

    فهل عرفتم سرّ استيحاش المؤمنين والمؤمنتات من المنحرفين والمنحرفات والضالين والضّالات والعكس، ذلك لأنّ تفكير، وشهوة، وثقافة، ونظرة كل نمط ينبع من منبع خاص، وكلكم سمعتم المثل الذي يقول: وكلُّ إِناءٍ بالذي فيه ينضح . وقال تعالى: [والبلد الطّيب يخرج نباته بإذن ربّه، والذي خبث لا يخرج إلاّ نكداً] .

  2. #2
    من المشرفين القدامى
    ام غسان♡
    تاريخ التسجيل: August-2012
    الدولة: بغداد
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 2,211 المواضيع: 121
    صوتيات: 0 سوالف عراقية: 4
    التقييم: 748
    مزاجي: سيء الى درجه التحطم
    المهنة: بكلوريوس أعلام
    أكلتي المفضلة: دولمة
    موبايلي: ايفون6
    آخر نشاط: 19/January/2024
    مقالات المدونة: 2
    اخي الغالي غسان طبعا موضوع مهم جدا
    مااطول من وجهت نظري.....................
    اللباس قد يعكس جزء من شخصياتنا .. والحرص على اللباس الجميل
    جزء من تعاليم ديننا الحنيف لذلك كان هذا الحوار لنتعرف من خلاله على ارآء
    بعضنا البعض ونستفيد من مرئيات الجميع حول هذا الموضوع

    وفعلا اللباس يعتبر نصف الشخصيه .. وكما أن اللباس من الأمور التي تجعل الناس يتقبلون الشخص من طريقة لبسه ..
    واللبس أخلاق ..
    وأنا اقول في اللبس الكتاب باين من عنوانه .. اي الشخص باين من لباسه ..
    كثيرا ما نسمع أن اللبس لا دخل له في تقييم الشخص .. وانا ارفض هذا الكلام ..
    اللباس تعني البيئه يعني المجتمع تعني ديني تعني قناعاتي تعني شخصيتي واخلاقي ..




    نصيحتي للجميع بلا استثناااء ..

    ليس مشكلة ان لم نتبع الموضة بل المشكلة العظمى ان نتبعها وننسى اخلاقياتنا
    اتمنى اننا نكون شعار المرأة المسلمة الآنيقة في هندامها .

    البسي ماشئتي .. وكيفما شئتي وان لم تتماشى اناقتك مع الموضة المهم انكِ في
    نظر نفسك في المراءة ( جميلة ) .


    شكرا الك اخ غسان لان موضوع مهم جدا

  3. #3
    صديق فعال
    تاريخ التسجيل: November-2012
    الدولة: الـعــراق
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 777 المواضيع: 42
    التقييم: 252
    آخر نشاط: 2/January/2018
     
    بالبداية اخي غسان العراقي الشكر كل الشكر على هذه اللفته الرائعه للموضوع فأنتم هنا العقول الرائعه بأذن الله.
    كل ما ذكرته صحيح بل هو عين الصواب و كبد الحقيقة.
    أخي جذور المشكلة الاساسيه في رأيي.
    هو الانفراج والانفتاح عن شرائط الملة و أسس الدين بعدنا كل البعد عنها وغياب الرقابة الأسرية هي المشكلة الاساسية.
    و عرفوا الغرب شلون يدخلون على مجتمعاتنا عن طريق الحرب الثقافية.
    ونشر الفساد في مجتمعاتنا تجد العجب العجاب مناظر مخزية بنات بعباءات لو لم يلبسنها لكان أفضل بناطيل ضيقه أشبه بلا شئ على الجسد وقلة الحياء وانعدام الغيرة وتبلد الإحساس تكشف تعري فساد هي فطرة حيوانية بهيميه كما تفضلت في الموضوع أعلاه بل الانكى والأدها شباب مايعين مثل البنات في لباسهم وقصات شعرهم وتسكع وتمايع وو... الخ هذا كله مؤشر على التخلف والانحطاط واللاوعي .
    أخي هي ليست مشكلة فقط بأتباع الغرب بل المشكلة العظمى ان نتبعهم وننسى ديننا وأخلاق رسولنا واهل بيته فهم لنا القدوه الحسنه بعض من الفتياات والشباب يمن الله عليهم بالجمال الضاهري ويحظون بإعجاب الناس ولكن مثل هذا الإعجاب يتبدد كالدخان في الهواء إذا لم يسانده جمال الروح.
    القيمه الحقيقيّة للأنسان ليس في تقدير الآخرين وإعجابهم به بل في تقديريّ أنا لنفسي لذاتي.
    الأنسان لديه قدرات كبيره فضلها الباري على سائر الكائنات الحيه ألا وهو العقل أثمن مافي الانسان عقله فأذا ذهب العقل أصبح كالحيوان عليه أن يعرف كيف يستثمرها وعند أستثمار تلك القدرات بعد لن تهمه نظرات الاخرين له .
    أكو مثل شائع وجميل يقول كن خلوقا تنل ذكر جميلا.
    حقا يجب ان نقف قليل ونفكر لكل سلبياتنا بالذات ولنتعلم.
    لماذا نفعل هذا ماسبب . وما الهدف . وهل هنالك شي يسحق .؟
    أقدم اعتذاري الشديد على الاطاله فلقد شدني موضوعكم القيم ووجدت متنفس لقلمي هنااا
    بورك قلمك سيدي أيها الغيور وجعله الله متقبلا مبرورا
    بكل انواع واصناف الازهار من يحب ان يحيا حياة الابرار والعيش الرغيد
    فليأتي الى هنا ويستنشق عبير أحرف الاخ غسان العراقي واريج كلامه
    تحياااتي وجل أحترامي لشخصكم


  4. #4
    من أهل الدار
    مقصر بحقك ربي
    تاريخ التسجيل: July-2011
    الدولة: عراق المقدسات
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 3,037 المواضيع: 120
    صوتيات: 14 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 1444
    مزاجي: الحمدلله ..
    أكلتي المفضلة: حسب ألحالة المزاجية
    مقالات المدونة: 3
    بدايةً شكراً أخ غسان ع الموضوع ألقيم.
    ليس ألجمال بأثوابٌ تزيننا أن الجمال جمال ألعلم والادب...كما قيل
    وكذلك قول ألسيد هادي المدرسي (أن المرأة ألتي تملك صفاء الروح وجمال ألاخلاق لا تحتاج الى أن تبرز مفاتن جسدها وجماله حتى تكسب ودّ ألاخرين)
    ونحن في ظل ألازمة ألفكرية العقائدية هذه نحتاج لأن نتقرب الى الله ونترك كمالات ألجسد الفاني...
    ونسأل الله السداد والصلاح لأنفسنا ألتي طالما خذلتنا وزينت لنا ألمعاصي...
    أكرر أمتناني لكم أخ غسان لخيرة ما أنتقيت ...وأن شاء الله يتحقق الهدف المأمول من هذا ألنشر ألقيم
    تقبلو مروري

  5. #5
    صديق مشارك
    تاريخ التسجيل: November-2012
    الدولة: كربلاء
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 100 المواضيع: 22
    التقييم: 54
    المهنة: مهندس
    آخر نشاط: 14/March/2013
    مقالات المدونة: 1
    جزيتم خيرا
    نثرتم دررا
    كلمات منطقيه واقعيه

    للتربيه الاسريه والثقافه العامه الاثر البارز في النظر للنفس
    ايامنا الحاضره زاخره بالمتناقضات وكل يرى ما يحدث
    حسب ما حوى من ثقافه
    كلماتكم شعاع نور بها يهتدى
    وثقافه حقه تثري عقول وترسم سيرة ايام
    سدد الهي خطاكم بدرب المعرفه

  6. #6
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: August-2012
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 1,639 المواضيع: 172
    التقييم: 699
    آخر نشاط: 28/December/2012
    الاخ العزيز غسان

    بعد ما قرأت الموضوع والردود عليه

    ليس عندي سوى كلمات شكر متواضعة اقدمها لكم على مجهودكم الرائع

    الله يبارك بيك

    دمت بكل خير

    تحياتي وتقديري لشخصك

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال