إن ترحَلي يا حُلوَتي
مَن ذا يلوّنُها السِّنينْ؟
مَن لي يجفِّفُ مُقلتي
مِن وابلِ الدَّمعِ السَّخينْ؟
كم رُحْتُ أبنيها أنا
في القلبِ مملكة الهوى...
وأشيدُ مِحْرابَ الشُّجونْ...
كم رُحْتُ أجمعُها كنوزُ الحبِّ
أُبدعُها الفُنونْ
لكِ أنتِ وحْدَكِ
دونَ غيرِكِ
دونَ أهلِ الأرضِ طرّ ًا
دونَ... دونْ...
ويلي إذا غابَتْ عُيونُ الحبِّ
في الليلِ الحزينْ...
يا ذلَّ مملكتي
إذا ما غابَ ظلُّ حبيبتي
أو مَسَّني مُرُّ الحنينْ...
تلوي زُهورُ صَبابتي
وحَديقَتي...
تذوي قُطوفُ الياسَمينْ...
فيغادرُ الشُّحرُورُ داليتي
وتكتئِبُ الغُصُونْ...
أما الحَسَاسينُ التي
غنَّتْ على نافذتي
مذ كُنتِ لي الوَحْيَ المبينْ
ستَموتُ صَرْعى الشَّوقِ والآهاتِ
والحُزنِ الدَّفينْ...
ويلي إذا ما غابَ عنّي
نورُ عَينَيها،
فإني
لم أجِدْ نورًا يُحاكي نورَها
بينَ العُيونْ!