أتيتُ أنا الروضَ علّي أُسَرّي
عن النفسِ هَمّي
أُخفّفُ كربي
أُعاتبُ دَهْري
وأكتمُ قهري
أغالبُ صَبري
ويا طولَ غُلبي
وإذ بالفراشات في الرَّوضِ جاءتْ
لتعرفَ سرّي
وماذا أخبّي...
فرُحْتُ أواري
وراءَ الغصونِ
عيوني
ودمعًا بغُلبيَ يُنبي...
وما جئتُ للرَّوضِ إلا لأشهَدَ
في الوَردِ ثغرَكِ
رطبًا يُلبّي
نداءَ الظما
كي أغُبَّ بشُربِ...
فإذ ما حَفظتِ العهودَ لصَبِّ
وأنجزتِ وعدًا،
وحُلمًا بقُربِ
سأدعو العنادِلَ
كَيما تُغني
وتنشدَ بالدَّورِ،
سِربًا بسِربِ...
وإذ ما شدَدْتِ الرِّحالَ
لقلبي
سأفرشُ كلَّ الطَّريقِ
بهُدبي
وأستمهِلُ البدرَ
كي لا يغيبَ
ليشهَدَ أجمَلَ ليلاتِ حُبّي!