هل أنا ذاكَ الذي
يمضي إلى
صَدِّ الرِّياح العاصفاتِ
بعُمقِ ذاتي...؟
هل أنا مَن يُطفئُ النَّارَ التي
تُذكي حياتي
يمنعُ الأنهارَ والوديانَ عن
تلك العُروقِ الجارياتِ
الدافقاتِ
الجارفاتِ...

هل أنا ذاكَ الذي
يُغمِضُ العينَ التي
ترنو إلى سِحرِ الجَمالْ
تجوبُ أروِقَةَ الخيالْ
وتسبُرُ الأغوارَ في عُمقِ النفوسِ
وفي العيونِ الحالماتِ...
ذاكَ الأنا غَيري أنا..
ولئن يكُنْ بيْ ساكِنا
متربصًا متحصّنا
لكنّ لي...
لكنّ بي...
لكنّ عندي للجمالِ محبةً
أقوى وأعظمَ،
بل أشدَّ وأمتنا
مِن أنْ يصولَ بداخلي،
أو أنْ يبيتَ مُهيمِنا،
ظنٌّ بسوءٍ، وافتراءٌ،
مُبهمًا أو مُعلَنا...
فأردُّهُ
وأُصُدُّهُ
وأحدُّهُ بالحُبِّ
بالإيمانِ بالإنسانِ
بالرّوحِ التي
لا تعرفُ الإرهَاقَ والإزهاقَ
بل تَصِلُ البَعيدَ الأبعَدا
تَصِلُ المَدَى
وتطالُ حتّى الفَرقَدا
كي تقبسَ النورَ السَّنيّ
وتهزمَ العَتْمَ البغيضَ الأسْوَدا
أغدو أنا بعضًا من النّورِ الذي
يبقى حِصاني
في كَياني والزَّمانِ..
بل دَليلي وبياني
في الليَالي الدّامِساتِ...