خليليَ طِبْ على الأيَّامِ حالَا
وَإِنْ غَثَّ الحَسُودُ لكَ الْمَقَالَا
فما بينَ الثَّرى والأُفْقِ مَدٌّ
يَشُقُّ لغيرِ مَنْ رامُوا مَنَالَا
وماذا في يدِ الْحُسَّادِ إلَّا
مغارِزَ لَمْ تَكُنْ إلاَّ ضَلالَا؟!
فما تُدْمِي مغارزُهُمْ دِمَاءً
لِمَنْ أَلِفَ المَكارِهَ والنِّضَالَا
وما تُجْدِي معاوِلُهُمْ لِهَدْمٍ
وإِنْ هَدُّوا بها يوماً جبالَا!
فلا ترجو ثناءً مِنْ حَقُودٍ
يَشُقُّ عليهِ أَنْ يَصِفَ الْجَمَالَا!
(ومَنْ يَكُ ذَا فَمٍ مُرٍّ، مريضٍ
يَجِدْ مُرّاً بِهِ الْمَاءَ الزُّلَالَا)
مُحَالٌ أَنْ يَرَى إشراقَ فَجْرٍ
جمالاً رائِقاً في الأرضِ سَالَا!
ولا يَلْقَى الْهَنَاءَةَ حينَ يَلْقَى
سَخِيّاً طَابَ حِلْماً واعتدالا!
تعوَّدَ أَنْ يُسبِّخَ فوقَ أرضٍ
وتلكَ مَزِيَّةُ الْأَدْنَى احْتِمَالَا!
وما لعلاجِ جِسْمٍ مِنْ دواءٍ
إذا اسْتِشْفَاؤُهُ أضحى مُحَالَا
فَدَعْ أَمْرَ الشَّنَاءَةِ مِنْ حَقُودٍ
فما يُدْنِي الْأَصَاغِرَ مَنْ تَعَالَى