قالَ الطبيبُ.. وقالَ اللهُ: اُدْعونِي
ما قالَهُ اللهُ يَكفِيني ويُرضِيني
أَقولُ ما قالَ إبراهِيمُ سيِّدُنا:
إذا مَرِضتُ فإنَّ اللهَ يَشفِيني
ما كنتُ أَقنَطُ مِن رَبِّي وَرحمَتهِ
اليأسُ كفرٌ، وَحُسْنُ الفألِ مِن دِيني
بالرُّوحِ والنفسِ وَالإيمانِ كُنتُ أَنا
وَليسَ بالجسمِ، إنَّ الجسمَ مِن طِينِ
آمَنتُ باللهِ، سَوَّى الجِسمَ مِن عَدمٍ
وإنَّهُ بَعدَ مَوتي سَوفَ يُحْيِيني
ولَستُ بالعَيشِ مَشغُوفاً ولا دَنِفاً
مَا عِشتهُ فَوقَ وَجهِ الأَرضِ يَكفِيني
عَبَرتُها زائراً حِيناً على قَدَرٍ
تَروحُ تُضحِكُني آناً وتُبكِيني
وَالكونُ تَمتدُّ حَولي لا نِهايتُهُ
والدُّهرُ يَمتدُّ عُمراً بِالملايينِ
وقَد شَهِدتُ بها إبداعَ بَارئِها
حتَّى تمشَّى يَقِيني في شَرايِيني
وقَد رأَيتُ مِنَ الأسرارِ أَروعَهَا
وإنَّ أروعَهَا أَسْرارُ تَكوِيني
وكَيفَ جِئتُ إلى الدُّنيا، وكَيف نَمَتْ
مَطامِحي، وارتَقَتْ عَن عَالمِ الدُّونِ
وكَيفَ حلَّقَ رُوحِي في مَعارجِهِ
كالصَّقرِ، أو كَيفَ أَحوِيهِ ويَحوِيني؟!
تَجَلِّياتٌ مِن الرَّحمنِ يَكشِفُها
للعارِفينَ، بِلا دَرسٍ وتَلقِينِ
سِرُّ الحَياةِ، وسِرُّ المَوتِ قد سَطَعا
كالشَّمس فِيها، وطَابا كالرَّياحِينِ
وَالمُؤمِنونَ جِنانُ الخُلدِ مَوعِدُهُمْ
لَهُمْ مِنَ اللهِ أَجرٌ غَيرُ مَمنُونِ.