خَجِلْتُ لِطُولِ مَا عَاهَدتُ رَبِّي
عَلَى التَّقْوَى، وَمَا جَدَّدْتُ تَوْبِي
أُعَاهِدُهُ دُجًى وَأَعُودُ ظُهْرًا
وَأَسْأَلُهُ دُجًى غُفْرَانَ ذَنْبِي
خَجِلْتُ، إِلاَمَ أَبْقَى وَالمَعَاصِي
كَمَوْجِ البَحْرِ فِي دَفْعٍ وَجَذْبِ
فَمَا مِنْ مَوْسِمٍ لِلْخَيْرِ وَلَّى
وَلَمْ يَعْجَبْ لِحَالِي أَيُّ عَجْبِ!
إِذَا رَمَضَانُ أَقْبَلَ قُلْتُ: هَذَا
لَمَوْسِمُ تَوْبَةٍ وَهُدًى وَقُرْبِ
وَأَزْمَعُ أَنْ يَكُونَ النُّورُ رُوحِي
وَأَطْمَعُ أَنْ يَكُونَ الطُّهْرُ ثَوْبِي
وَفِي عَرَفَاتِ عَامًا بَعْدَ عَامٍ
أَتُوبُ، غَدَاةَ أَصْمُتُ، أَوْ أُلَبِّي
وَأَرْجِعُ بَعْدَهَا مِنْ حَيْثُ آتِي
إِلَى خَطَئِي وَزَلاَّتِي وَكَرْبِي
فَهَلْ كُلُّ الْمَوَاسِمِ كُنَّ بُورًا
وَلَمْ يُفْلِحْنَ فِي إِخْصَابِ جَدْبِي؟!
• • •
• • •
أَلاَ إِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّ يَوْمِي
كَأَمْسِي، ضَاعَ فِي لَعِبٍ وَرُعْبِ
وَفِي أَشْوَاقِ رُوحٍ لاَ تُلَبَّى
تُبَعْثِرُهَا الرِّيَاحُ بِكُلِّ صَوْبِ
وَآمَالٍ عِذَابٍ قَدْ تَهَاوَتْ
كَمَا تَهْوِي المُنَى فِي صَدْرِ صَبِّ
وَلَكِنِّي أُعَزِّي النَّفْسَ أَنِّي
أَشُقُّ مِنَ الصُّخُورِ الصُّمِّ دَرْبِي
وَأُبْرِمُ بِالصَّغَائِرِ مِنْ ذُنُوبِي
وَأَجْتَنِبُ الكَبَائِرَ، وَهْيَ تَسْبِي
وَأَسْعَى نَحْوَ رَبِّي فِي ثَبَاتٍ
وَأَمْنَحُهُ بِحُبٍّ ذَوْبَ قَلْبِي.