أَيَسلُبُني ثَراءَ المالِ رَبّي
وَأَطلُبُ ذاكَ مِن كَفٍّ جَمادِ
زَعَمتُ إِذاً بِأَنَّ الجودَ أَمسى
لَهُ رَبٌّ سِوى اِبنِ أَبي دُوادِ
أَيَسلُبُني ثَراءَ المالِ رَبّي
وَأَطلُبُ ذاكَ مِن كَفٍّ جَمادِ
زَعَمتُ إِذاً بِأَنَّ الجودَ أَمسى
لَهُ رَبٌّ سِوى اِبنِ أَبي دُوادِ
أَأَحمَدَ إِنَّ الحاسِدينَ حُشودُ
وَإِنَّ مَصابَ المُزنِ حَيثُ تُريدُ
فَلا تَبعُدَنَ مِنّي قَريباً فَطالَما
طُلِبتَ فَلَم تَبعُد وَأَنتَ بَعيدُ
أَصِخ تَستَمِع حُرَّ القَوافي فَإِنَّها
كَواكِبُ إِلّا أَنَّهُنَّ سُعودُ
وَلا تُمكِنِ الإِخلاقَ مِنها فَإِنَّما
يَلَذُّ لِباسُ البُردِ وَهُوَ جَديدُ
..
ـ
جراح في سريرتك اطمأنّت
لقد أكرمت بالصبر الجراحا
كأنّ الهمّ ضيفك فهو يلقى
على القسمات بشرا و ارتياحا
و قبلك ما رأت عيني هموما
مدلّلة و أحزانا ملاحا
و قد ترد الهموم على كريم
فترجع من صباحته صباحا
( جلونا الفاتحين )
بدوي الجبل
..
..
"كتفٌ من الحِملِ الثقيل تشبّعتْ
حتى يكادُ يهدّها التربيتُ"!
..
متى يكون الذي أرجو و آمله
..................... أما الذي كنتُ أخشاه فقد كانا
يا ليت من نتمنى عند خلوتنا
........................... إذا خلا خلوة يوماً تمنانا
العباس بن الأحنف
لا تَعْذُلِ المُشْتَاقَ في أشْواقِهِ
حتى يَكونَ حَشاكَ في أحْشائِهِ
المتنبي
قصورٌ قد سَكنتُ بها ولكن
بـ بَيتٍ في عُيونك قد سُجنتْ
هلاكٌ قد رأيتُ بها ولكن
بحبرٍ منك رنّانٍ فُتِنت
أيا لك نظرة سلبَت فؤادي
وهدّتْ مرقدي حين استَرحت
من الأحزان كم لبسَت وقاراً
وكم مِن هيبةٍ فيها وَجدت
بَريق العِشق في عينيك
سهمٌ
قُتلتُ به طويلاً ثمّ بُحتْ
تُحاوِلُ شَيئاً قَد تَوَلّى فَوَدَّعا
وَهَيهاتَ مِنهُ أَن يَعودَ فَيَرجِعا
خَشُنتَ عَلى التَأديبِ فَهماً وَمَنطِقاً
وَلِنتَ عَلى الأَيّامِ ليتاً وَأَخدَعا
وَأَقبَلَتِ الأَيّامُ تَرتادُ مَصرَعاً
لِجَنبِكَ فَاِرتَد إِذ تَيَقَّنتَ مَضجَعا
إِذا ما شُبتَ حُسنَ الدي
نِ مِنكَ بِصالِحِ الأَدَبِ
فَمِمَّن شِئتَ كُن فَلَقَد
فَلَحَت بِأَكرَمِ النَسَبِ
فَنَفسُكَ قَطُّ أَصلِحها
وَدَعني مِن قَديمِ أَبِ
إِن كانَ غَيَّرَكَ الإِثراءُ وَالنِعَمُ
فَلَن يُغَيِّرَني عَن مَحتَدي العَدَمُ
إِذا أَناخَ عَلَيَّ الدَهرُ كَلكَلَهُ
قَراهُ صَبراً وَعَزماً مِنِّيَ الكَرَمُ
فَإِن عَلَتنِيَ مِن أَزمانِهِ ظُلَمٌ
صَبَرتُ نَفسِيَ حَتّى تُكشَفَ الظُلَمُ
فَكُلُّ هَذا مَنَحتُ الحادِثاتِ بِهِ
إِنّي اِمرُؤٌ لَيسَ تَرضى الضَيمَ لي الهِمَمُ