أيها الموجوعُ صبراً..
إنَّ بعد الصبر بشرى..
أيها البــــــاكي بِلَيلٍ..
سوف يأتي النور فجرا..
أيها المكسـورُ قل لي..
هل يديم الله كســــرا..!
يا عزيز القلب مهلاً..
إنَّ بعد العســرِ يسرا
وكَم صَاحبتُ فِـي عـمري أناسًا
وهبتُ لهـم فـؤادِي .. ثمّ غَابوا
وكنتُ إذا وهبتُ الحبَّ صِـرفًا
أرى هِـبَـتي تضـيـعُ ولا أُجـابُ
وكَم كُتِـبَتْ حُروفِي في كتابٍ
طواهُ البَـيْنُ واحتَـرقَ الكِـتابُ
وكنـتُ قددتُـها مِـن تِبرِ قلـبِي
فَما يُجدي إذا ضَاعتْ عِتـابُ !
وصَددتِ شخصًا قد فَداكِ بنفسهِ
وصَددتِ قلبًا كان فيكِ مُتيَّما
وعَزمتِ هجرًا لا يليقُ بمثلِنا
وعزمتِ قتلًا في الفؤادِ محتَّما.
وَقُلتُ لَها ترَكتُ النَّومَ ليلاً
وعِشقِي قد غَزانِي فِي مَنامِي
فَقالت لي لأنَّك نِمتَ عصراً
فَدع عنكَ التَّلاعُبَ بالكَلامِ..
فـأُريــدُ أن أنســى زمـانـي كلــّهُ
لتكـون لـي يـا فرحتـي أزمانـي
و تكـون لـي دُنيـًا وعمـرًا دائمًـا
فاليـومَ فيـك تـورّدت أغصانـي
سافرتُ في عينيكَ يومـًا واحدًا
فـودَدْتُ لــو أبقــئ لدهــرٍ ثـانـي
يا ساكنَ القلبِ.. لا تبرح نواحيهِ
فأنتَ من نبضهِ..! بالقربِ تُحييهِ..!
لو صار عندَكَ.. شَكٌ أنني بغدٍ أنساكَ
قل لي : أينسى الوردَ ساقيه !
روحي بروحِكَ مقرونانِ... من أزلٍ
في اللوحِ قد نُقِشَت أسماؤنا فيهِ.!
لا لن تراني لكفٍ منكَ أُفلِتُهَا.
وغيرَ حُبك َ لا..لن أرتضي..فيه
كُفّي القتال وفكّي قيدَ أسراكِ
يكفيك مافعلت بالناسِ عيناكِ
كفاكِ ما أنتِ بالعشّاقِ فاعلةٌ
لو أنصف الدهرُ في العشّاقِ عزّاكِ
فجمال الجسم يفنى
مثلما تفنى الزهور
وجمال النفس يبقى
زاهرًا مرّ الدهور