.ما مرّ يومٌ
دونَ شوقي..
يا كمال الأمنياتْ.
ما ثمّ بعدكِ
من زمانٍ
كي تعيشَ الأغنياتْ.
ما فرصةٌ
-حتى ولو غابت خطاكِ-
بأنّ هذا الحبّ
ماتْ.
ما قلتُ: أهوى..
كي أتوبَ،
هواكِ تغفره الصلاةْ.
ما كنتِ أكثرَ في المحبّةِ،
هل عرفتِ الفرقَ؟
يا لغةَ الشتاتْ.
ما فيكِ بعضُ توجّعي..
وأنا سئمتُ
من الحياةْ.
اليوم دعنا نتفقلا فرق عندك إن بقيت وإن مضيت
لا فرق عندك إن ضحكنا هكذا -كذباً-
وإن وحدي بكيت!
فأنا تركت أحبتي ولديك أحباب وبيت
وأنا هجرت مدينتي
وإليك يا بعضي أتيت ..
وأنا اعتزلت الناس والدنيا
فما أنفقت لي من أجل أن نبقى؟
وماذا قد جنيت ؟
وأنا وهبتك مهجتي جهراً
فهل سراً نويت ؟
*روضة الحاج |
قالت: حبيبي إذا ما متُّ ترثيني؟هبَّ السؤال حريقًا في شراييني
لا تسأليني فنزفُ الحرفِ يحرقني
وخاطرُ البعدِ إذ ما مرَّ يُبكيني
لا تذكري الموتَ لا تستنفري قلقي
فبعضُ بعضِ حديثِ الفقدِ يُدميني
لا توقدي وجعي لو غبتِ ثانيةً
تُبكيكِ روحي كما أوراق تشرينِ
لا تعبري بي إلى شطآنِ خاتمتي
لا شيء بعدكِ -إن غُيّبتِ- يُحييني
لا عُمْرَ دونكِ كي أحياهُ مغتربًا
فإن رحلتِ لغيبِ الغيبِ ضُمّيني
"وَما يُبكِيكَ يا قَلبِي؟أليسَ الحُزنُ قَد زَالا ؟
سَتَلْقَى بَعْدَ مَن رَحَلُوا
مِنَ الأحْبَابِ أبدَالا
وَأرضُ الله واسعةً
فُكُن فِي الأرْضِ رَحّالا
وَلَا تأسَف على زَمَنٍ
أرَاك الحُزنَ أشكَالا."
إنّي أُحبكِ كي أبقى على صلةٍ باللهِ ، بالأرضِ ، بالتاريخِ ، بالزمنِ
بالماءِ ، بالزرعِ ، بالأطفالِ إن ضحكوا
بالخبزِ ، بالبحرِ ، بالأصدافِ ، بالسُفنِ
بنجمةِ الليلِ ، تهديني أساورُها
بالشعْر أسكنهُ ، والجرح يسكنني
أنتِ البلادُ التي تعطي هويّتها
من لا يحبّك .. يبقى دونما وطَن
.اريد وطن لا يبكي ولا يئن
لا طائرة تحلق لا قذيفة تصم
الامهات فرحة تردد الدعاء
أطفال المدارس يلبسون الرداء
لا صرخه تردد
لا لحن غير راية الوطن
لكنه أصبح محال
في عصر جبن فيه الرجال
لكن الموت لن نرجوه لا
سنحمل المشعل
ونحرق الظلام بلقيس وسبأ
وخوله بنت الازور فكلنا النساء!
لا صديقٌ لا معين لا أحدْكلما نادى، صداه رجعا
أسلم القلبَ ولله سجدْ
وكأهل الكهف ألقى الوجعا
إذ أوى الفتيةُ للكهف وقدْ
ضاقت الدنيا بهم فاتسعا
في ضوءِ عينكِ أستريحُ ..ولا أريحُ أصابعي
ماغبتُ إلا كيْ أعودَ ..
وغبتِ حتى تَرْجعي
لأكونَ أوَّلكِ الأخيرَ
ودائما ..
إبقيْ معي
. غابتْ،
فما بقيتْ في جنبه لغةٌ
كأنّه ميّتٌ..
ما دلّ مَقبرتَهْ
قد ضاعتِ
الأمنياتُ البيضُ
من قلقٍ،
مدّ اليدينِ
وما أعطته مسألتهْ
يموتُ؟
لم ترتوي الدنيا،
فضحكته
للطفها غيمةٌ..
تُنبيك أخيلتَهْ
يوزّعُ
الورقَ الممتدّ من ولهٍ
حلوى
على سائلٍ
قد عادَ أسئلتهْ
يموتُ؟
كيفَ لها أن تبتدي جُملاً..
وتغلقُ البابَ
لا تشتاقُ ثرثرتَهْ
تبرّأ الليلُ من أشواقهِ
فقضى..
كلّ الصباحِ حزينًا
بالأسى نعتَهْ
تغيبُ نصفَ غيابٍ،
عالقٌ أبدًا..
كأنّها العطرُ لمّا خانَ
سوسنتهْ
ما جاءَ أغنيةً..
إلاّ وتثقله
ذكرى اللقاءِ
وما أفضاهُ محبرتَه
يموتُ؟
من يقنع الموتى بآخرةٍ
بها التلاقي..
يضمّ البحر أشرعتَهْ
.قد صافحوك
فأزهرتْ
فيهم ورودُ.
وأنا بكلّ مشاعري
صفرًا
أعودُ.
هل أخبروك
بدفء كفّك؟
كيف ساورهم
شرودُ.
حسبي
بعيني قد رأتك
وأينعتْ
في العهودُ.
آنستُ
في نفسي
وقد أمّلتُ وصلاً
ما تفرّقهُ الحدودُ.
أنا..
يا أغاني الروحِ
يسكنني الوجودُ.
ووجدتُ
في قلقِي بأنْ
ننأى مماتًا
ليتَ تبعثني الوعودُ.
فَخطاك
صوبَ حديقتي..
يأتي
بصحبتها الخلودُ.
