من سيجوب هذا المكان الموحش
قلبي
من سيجوب هذا المكان الموحش
قلبي
يُحركني نحو العيون اكتحالُها
كما نبه الأيامَ ليلاً هلالُها
فبين الرموش السود عند افتراقها
تشتت شملي فالجنوبُ شمالُها
"بنا من الحزنِ ما تبكي له مدنٌ
وينحني الصخر عطفا كي يواسينا
.
وما لنا في اجتناب الحزن مقدرةٌ
يا رحمة الله في جنبيك ضمّينا".
سقى الله أخلاقاً من الدَّهر رطبة
سقتنا الجوى إذ أبرقُ الحزنِ أبرقُ
"إني أُريدُك كيفما كُنت معي
حربًا وسِلمًا .. جنّتي نيراني
.
فأُريدُ أن انسى زماني كلّهُ
لتكون لي يا فرحتي أزماني
.
وتكون لي دُنيًا وعمرًا دائمًا
فاليومَ فيك تورّدت أغصاني
.
سافرتُ في عينيك يومًا واحدًا
فودَدتُ لو أبقى لدهرٍ ثاني".
إذا نَظَرَت نحوي تكلَّمَ طرفُها
وجاوبها طَرفي ونحنُ سكوتُ
فواحدةٌ منها تبشِّرُ باللّقا
وأخرى لها نفسي تكادُ تموتُ!
ننشدُ الحُب ليس إلا ونشدو
أيها الليل لم تزل سهرانا ؟
نم وأَغمض عُيون صبحٍ تبدى
من بعيدٍ يُراعنا حَيرانا