أَأَذوقُ مِن شَفَتَيْكِ يا حُبّي عَسَلْ؟
ما عادَ يَكفي أَلفُ مِلْيونٍ قُبَلْ
سأَموتُ مِن ظَمَإٍ إذا لم تَرْحَمي
قَلْبًا تَحَطَّمَ في هَواكِ وما وَصَلْ
أنتِ الحَياةُ، جَمالُها وسُرُورُها
ولَأَنتِ في عَيني الثُّرَيَّا والزُّحَلْ
يا كُلَّ أحلامي وسِرَّ سعادتي
في البحرِ في الوادي على رأسِ الجَبَلْ
أنا ما رَكِبْتُ البَحرَ يومًا هائِجًا
إلّا إليكِ وأنتِ بَحْري والرَّمَلْ
والكاملُ المَجزوءُ يَزهو عندما
سَخَّرتُه لِهَواكِ أشرقَ واكتَملْ
في نَظْرَةٍ مَجنونةٍ بِعُجَالةٍ
صَوَّبْتِ سَهمًا في الفُؤادِ له قَتَلْ
فُضِحَ الهوى لمّا سَفَحْتُ مَدامعي
والدَّمعُ يَفْضَحُ مَنْ يُحِبُّ مَدى الأَزَلْ
أصبَحْتِ في حُلُمي الأَنيسَ وفي دَمي
جَمْرًا تَوَقَّدَ بِالمَحَبَّةِ واشتعلْ
قَدَّسْتُ في خَدَّيْكِ مَعبودَ الهوى
ورأيتُ كيف اللهُ أبدعَ في المُقَلْ
إنّي ذَبَحْتُ الصَّبْرَ فِيكِ وطالما
حُبٌّ، تَفَجَّرَ عندما فَقَدَ الأمَلْ
إن كانَ حُبُّكِ زَلَّةً وجريمةً
يا حَبَّذا تلكَ الجرائمُ والزَّلَلْ
إنِّي أَسِيرُكِ صائِمًا أو مُفْطِرًا
حَدَّثْتُ أهلي والأَواخرَ والأُوَلْ
ماذا يُقالُ إذا سَكِرْتُ صَبابةً
وثَمِلْتُ؟ ما أَحلى الصَّبابةَ والثَّمَلْ
فَسَلي، وقد حَدَّثْتُ عَنْكِ دَفاتِرِي
وحُروفَ أقلامي وجامعةَ الدُّوَلْ
وأكادُ أَصْرُخُ في المنابرِ كُلِّها
باسْمِي واسمك لا أَكِلُّ ولا أَمَلّ
ضاقَتْ بِيَ العَبَراتُ عِندَ فِراقِكُمْ
وذَهَبْتُ أَخْلِطُ بالرِّثاءِ مع الغَزَلْ
ورأيتُ أوراقَ الحريرِ تَغارُ مِن
خَدَّيْكِ والعَينانِ يَقْتُلُها الخَجَلْ
فإذا أَذِنْتِ بِضَمَّةٍ فَكأنَّما
فَرَّجْتِ غَمًّا لا أُطِيقُ له ثِقَلْ
وإذا أَبَيْتِ فقد أَموتُ، وتَنْدِمي
أَبَدًا، ولكنْ ليسَ بعد الموتِ حَلّْ