كما ينفش البوليس مقصورة البغ
تكب الندى والعشب طاحونة الوغى
كما يطبخ البحر المدمى شطوطه
تشوي حراشيف الوجوه التمرغا
كما وحد اثنين، الذي كان ثالث
أقام الذي ألغى، وقام الذي التغى
كما ابيض حنا العرس، لاح الذي انتقى
عن اللون والوجهين، لوحاً مصبغا
أمن دغدغ الأحلام، شظى عيونه
وأصبح احلاماً، تنادي المدغدغا؟
وهل تلدغ الحيات، إلا لأنه
تلاقي -كما لاقت من البدء- ملدغا
لأن بني (قايين) أضحوا عوالم
على الارض أمست للشياطين منزغا
فلا ها هنا الراعي المغني، ولا هن
تناجي الشذى والطير، لابحة الثغا
يشيخ زمان الغاز عيا ويدعي
بأن صباه الغض مازال ألثغا
يصوغ من التنقيط، (إلياذة) بل
حروفٍ، ليلقى (الدامغات) بأدمغا
لماذا ينافي آخر الشوق بدأه؟
لأن الذي لاينبغي، عنده ابتغى
تجيء على أعقابها الريح، ترتدي
رمداَ محيطٍ، جفَّ من طول ماطغى
فتستفرغ الحيَّ الفتى من أديمه
وتكسو عجوزين الأديمَ المفرّغا
وتَعتُّم ساقيها، وتجترُّ وجهه
وترمي الذي أوشى بجذع الذي لغا
ومن ذا تُثني الريحُ؟ هل غير واحدٍ؟
وكان هو اللاغي، وسمعُ الذي صغى
هناك صدى صوتين، من غير لهجة
أمِنْ غير تلقين، هذى كلُّ ببَّغا؟
أأضحى الصدى المشقوقُ صوتاً مشقّقاً؟
بحلق الذي يوحي، يدسُّ المُبلَّغا
فأيُّ مكانٍ ليس يصلح مسلخ
وكل مكانٍ، ربما بات مدبغا؟
لأن الثرى وارى البراءات، لا الكَل
يفوحُ، ولا يزقو صهيلٌ، ولا رُغا
لياليه أعلتْ سوأتيها بيارقاً
أزاغت؟ أكان الرَّصدُ من قبل أزيغا؟
وتلك الدِّيار الغائصات إلى اللِّحى
بأطلالها، هل تبتغي أيَّ مُبتغى؟
إلى صوتها، من موتها تَدخل اسمه
تُسائل هل تلقى لهذا مُسوَّغا؟
إلى كمْ إلى كمْ يالظى، حمحم الصدى؟
إلى أين يانهر الشظايا، تبغبغا؟
لأن حنايا والدي من خرائبٍ
فمن ما به أعطاكِ هذا وأسبغا؟
يقولون مزموراتُه مِن دم الثرى
وإنصاتُه في كل غصنٍ تَنسَّغا
تقول بأعلى الصمت: هل جثَّتي أنا؟
أهذا الهَبا (سُعدى) أتلك الحصى (أغا)؟
أهذا الحطامُ المرتمي كان قامتي؟
أما كنتُ قبل الهدم، هدماً مصمَّغا؟
أيُجدي بُعيدَ القتل علمي بقاتلي
وأن الذي راوغتهُ كان أروغا؟
وهذا الذي فيه وَلغتُ أخلْتُني
سأشهده مني إلى القعر أولغا؟
هناك صدىً - غير الذي انشقَّ - ينتمي
إلى لغةٍ، تمحو التواريخ واللُّغى
يحسُّ نبوغَ الحزن، من كلِّ حفرةٍ
يُشيرُ: سيرقى آخرُ الدَّفن أنبغا
وهذا الفُتاتُ المنطوي شمَّهُ الندى
يُقاوي تلاشيه، ويقوى ليبزُغا