من ساحة الأصنام والأوثان
من مسرح الطاغوت والطغيان
من غاية الوحشية الرعن ومن
دني القتال ومواطن الأضغان
من عالم الشر المسلح حيث لا
حكم لغير مهند وسنان
بزغت تباشير السعادة والهدى
بيض كطهر الحب في الوجدان
وأهل من أفق الغيوب على الدنا
فجران فجر هدى وفجر حنان
ي فرحة العلي أهل محمد
وعليه سيم المجد كالعنوان
وأطل من مهد البراءة والسما
والأرض في كفيه تعتنقان
ماذ ترى الصحرا؟ أنواراً سائلاً
أم أنه حلم على الأجفان
فتحت نواظره فضج سكونها
مالي أرى م ل ترى عينان
وتلفتت ربوات مكة في السنا
حيرى تكابد صمته وتعاني
وتكاد لول الصمت تسأل جوها
ماذ ترى ومتى التقى فجران؟
وتيقظ الغافي يرى مال ترى
في الوهم روح الملهم الفنان
نزل البسيطة بالسلام محمد
كالنصر عند مخافة الخذلان
يا صرعة الطاغوت أشرق بالهدى
رجل الهداية والرسول الباني
فإذ الجزيرة فرحة وصبابة
والجو عرس والحياة أغاني
وإذ العداوة وحدة وأخوة
والبعض حب والنفور تداني
هتفت شفاه العبث فانتفض الثرى
وتدافع الموتى من الأكفان
زخرت وضجت بالحياة قبورها
واهتاجت الأرواح في الأبدان
وتلاقت الدني يهنئ بعضها
بعض فكل الكائنات تهاني
ولد الرسول من الرسول ومن رأى
طفل له علي الخلود مغاني
يسعى إلى العلي وتسعى نحوه
فكأنَّ بينهم هوى وأماني
من ذلك الطفل الذي عصم الدما
وحمى الضعيف من القوي الجاني
وتناجت الأكباد حول جلاله
بالحب نجوى الحور والولدان
من ذلك الطفل الفقير يشع من
عينيه تاريخ وسفر معاني
م شأن هذ الطفل م آماله؟
فوق المنى والشأن والسلطان
هذ اليتيم وسوف يغدو وحده
رجل الخلود وواحد الأزمان
وتحقق الأمل الجميل واينعت
روح الخلود في أجل كيان
حمل الرسالة وحده ومضى على
حد السيوف وألسن النيران
عبر المهالك والسلام سلاحه
يدعو إلى الحسنى, إلى الإحسان
وإلى الأمانة والبراءة والتقى
ومحبة
الإنسان
للإنسان
وإلى التآخي والتصافي والوفا
والبر والعيش الظليل الهاني
فتجاوبت حوليه أحقاد العدا
وتفجرت في الدرب كالبركان
فمشى على نار الحقود كأنه
يمشي على الأزهار والغدران
وعد الحقيقة حوله تجتاحهم
همجية
دموية
الألوان
وغواية تصبي الغوي كأنها
شيطانه توحي إلى شيطان
ومحمد يلقي الأشعة هًهُنا
وهن ويفتح مقلة الوسنان
فطغت أعاديه عليه فردهم
بالآيتين:
الصبر
والإيمان
واقتاد معركة الفد متفانياً
إن الجهاد عقيدة وتفاني
والحق ل تحميه إل قوة
غضبى كألسنة اللهيب القاني
والأرض أم الناس ميدان الوغى
والعاجزون فريسة الميدان
والمجد حظ مدرب ومسلح
والموت حظ الأعزل المتواني
رفع الرسول لو النبوة بالهدى
وحمى الهدى بالرمح والفرسان
وغز البلاد سهوله ووعورها
بالقوتين:
السيف والقران
وتراه إن لمست يداه بقعة
نشأت على الإصلاح منه يدان
وإذ أتت قدماه أرض أطلعت
خطواته فجر بكل مكان
وإن الزعامة قوة وعدالة
وشجاعة سمح وقلب حاني
ي خير من حمل الرسالة والتقى
في عزم روح في أرق جنان
ذكراك آيات الزمام كأنها
أنشودة العلي بكل زمان
أمحمد خذ بنت فنِّي إنها
أخت الزهور بريئة الألحان
وعليك ألف تحية من شاعر
في كل عضو منه قلب عاني