هب النسيم على الرياض وقد سبا
والشمس من وعد الغروب بما وبا
فالطير تشدو في الغصون وتطربا
ومهفهف لعبت به أيدي الصبا
كالغصن هزته نسيمات الصبا
قل للسحاب اسحب ذيولك من جرح
سحرا بأطيب من شدا أو من فرح
إن جن ليل من فرط الحرج
سدل النقاب وزار وهو يقول أح
ذر أن يرى وجهي فجئت منقبا
لم يبل قلبي قبل رائع شبح
والآن غمى فوقه حتى مدح
مثبتا كلت حتى صبح
فسألت كيف البدر يحجب قال أح
مائدا لك بعد أن تتحجبا
فعجبت من حسن النطاق وما شرح
فكأنه بدر سما من جص مارح
مولى مكارمه إذا ما قد صبح
ناديته يا بدر ما اسمك قال أح
بدر الثنى يحكي بلفتته الظبا
ذهب الذي كانت سما فيه خز
وحشا تخرج من جدى أو من فرح
فمهرته أوس ذاك
وسألت ماصفة الغزال فقال أح
ومن قد حوى حسنا وكم عقلا سبا
يا ليت بدر الأفق لو كان ما قدح
وكذا الغزالة ليتها لم تلتمح
فهناك نوديت القاموس وما صلح
فأجبت صف ورد الخدود فقال أح
زهى في الوجنتين واعجبا
فنطيب في تلك الشموس وقد سفح
عن مقلتي حجبا وذا بدل فتح
فهناك ناديت الأحبة ذا في سعة سوح
وسألت كيف الدين قال تراه أح
مر ما يكون لدى المذاق وأعذبا
لهفي عليه من الزمان وقد جرح
فوق الماجر مطلقا هذا ترح
فتصدعت وتكسرت بين الطوح
فدنوت أستدعي الوصال فقال أح
سب طبع طي يهوى الملاح مهذبا
خطب لقد صدع الجفا منه وصح
وتقى بطول وكذا كدح
واليت حبي قد غلا جفني كسح
فأبان عن سيف اللحاظ وقال أح
مي الحي ممن جاء يطلب مأربا
فتمتعت وتشوقت جندي طلح
شقائق وشداه عرف نوح
فكأنه في روضة هو مفتح
فأجبت ماذا الحال قال أح
إلى الهوى تبدي العجيب الأعجبا
قسما بمن يشفي العليل من القدح
وقضى علي بلذعة طور مرح
إن النوى قد أنهك الجسم الطرح
فسألت هل بالوصل تسمع قال أح
لام تسر فؤاد صب قد صبا
فعلمت أن البدر أرخى ذيول صبح
لتشتيت شمل لم يكد فيه ضرح
فعفا واصلح خاطرا منه فتح
ودعا بكاسات الرحيق وقال أح
كم في النديم بما يكون استوجبا
السماحة عن أو هم فلح
نظروا بعين ترحم في ذا القمح
فهديت للرصد الكبير الممتدح
وسألت هل شيء فقال أح
بالدراهم إذ تحل لها الجبا
عجبا لعزو بعد بين ما نفح
تبا لكم تبا لكم ياذا الوقح
وإذا دجا صبح النهار فتحت صاح
فأجبت خذ ما تشاء فقال أح
سنت الجواب وقد تغنى مطربا
يرجى عنان جواده في ذا النطح
كيما يحل بمحوه طرق لقح
فأبان عن ستر الخدور المنجح
وأزل مسدول النقاب وقال أح
كي حيث أشرق وجهي كوكبا