سقتني بثغر الوصل قهوة حسنها
مشعشعة دارت بألحان نشأتي
فيا ساقيا مهلا فما روي الحشا
أدرها على سري بحانات حضرتي
سكرت ولكن من محيا جمالها
فطلعتها سكري ككاسات خمرتي
وشاهدت معنى الحسن من بعد ما استوت
بعرشي فصرت العين من بعد كثرتي
هناك انمحى عن فرق نقطة غينه
وصرت وراء الجمع من جمع شكلتي
دنت فتدلت في مهامه ذاتها
لذات لها ذات إليها تدلت
سجدت لها عند التداني ملبيا
بمحراب مجلى الجمع من بعد حيرتي
أصلي لمجلي الذات عين جمالها
وأطرب بالتلحين في جمع قبلتي
وغبت بها عني وصرت وراء ما
يشاهد من حسن بكل كليتي
وأبصرها لحظي وذلك لحظها
فكنت بها منها بصيرا بجملتي
وثم وراء الحسن معنى شهدته
بمهمه غيب القدس في طي حلتي
سمعت الندا من قاب قوسين مرحبا
وأهلا بمعشوقي لسر هويتي
غريب أنيس عرش بدرين لابس
لضدين من شمسين لونان حلتي
أحاطت بكلي يوم كنت ملبيا
بمحراب مجلى الجمع من دون سترتي
مجردة عذراء يسبي جمالها
ملثمة بالعين عيني وقبلتي
لقد ظهرت في الكل عينا بكلها
فما ثم إلا الكل في كل وجهة
فمن حسنها حسن الملاح وقد بدت
بتقييد مجلى الكون في خط صورتي
تبدت بتلوين به احتجبت وقد
تجمعت الأضداد فيها لسترة
تكثرت المرآة والحسن واحد
ليظهر مجلى الفرق من جمع شكله
عشقت ملاح الكون من أجلها وما
رأيت سواها في الحقيقة لبت
تبدت مباني الفرق من لوح جمعها
بظل خطوط الشكل من رسم نقطتي
رسوم بدت من غيب لوح بطونها
إليها معاني الذات تجلى بصورتي
مطلسمة تبدو على عهد كنزها
بلون الأنا في الهو بل كل صبغتي
هيولي هباء الغين من جوهر العمى
فمني تبدي الكل من بسط نقطتي
تقدمت قبل الكل إذ بي وجوده
تأخر بعد الكل ناسوت صورتي
أنا الأول الثاني أنا الظاهر الذي
بطنت بسر الغيب من بين إخوتي
أنا نقطة الباء المجردة التي
أنافت على الأفلاك يوم دجنة
أنا كنز غيب الهو في غيب هوه
بظلمة نور الذات ذات هويتي
تقردت بي عني بمهمه مهمه
فما ثم غيري ظاهر في أنيتي
أنا كل كل الكل طلسم طلسم
بذاتي خلت ذاتي بكاسات خمرة
كذاك بشكل الجن في الأرض قبلكم
فصرت لهم رسلا لتحقيق حجتي
وقد صرت في تكذيب رسلي موجها
لهم حجج الإبطال شأن رعيتي
كذاك بأطوار الشياطين جئتهم
ظهرت به حكما لحكمة حكمتي
وما هذه الأشكال مني غيرت
صفاتي ولا أبدت سواي لنسختي
تطورت في كل المظاهر وانتهت
إلى أن سرت في كثرتي أحديتي
فليس ورا مرماي مرمى لذي هوى
تجمعت الأضداد في فرد كثرتي
وكل زوايا الكون أضحت مقري مذ
وسعت جمال الحق حقا بجملة
ودونك حسني فاشهدنه مجردا
على نعت فرق الجمع من قاف قوتي
تدلل بأنس البسط في حضرة المنى
على عزة تبدو بكهف هويتي
فهيا اسقني خمر التداني وواصلن
كؤوسا بألحان على عهد نشأتي
تجليت من سري لسر عوالمي
لتحقيق أمر الملك فيه لحكمتي
ظهرت بأعلى المستوى ففتكته
وصرت إمام الجمع من بسط نقطتي
لي العز في الدارين بدءا وعودة
وحكمي مبروم على كل حضرة
وما ثم من شيء إلا كنت أساسه
لأني نسخت الكل من فتح خوختي
ومن آمن لم يخش ضيما ولا عنى
فنحن أسود الكون في كل رتبة
ومن رامنا يلقى السعادة والمنى
ويحظى بما يرضاه في كل وجهه
ولي زفرات أبلت الكون جهرة
إذا برزت ضاق الفضاء للوعتي
وكم سهرت جفن الكئيب ترقبا
لطيف خيال الحسن من فرط حيرة
ألوح على الأطلال كيما أرى بها
مشابه جسمي في تلاشي وغربتي
أذاب فؤادي سحر عين جمالها
ولبيته كرها على عز سطوتي
فما في الحشا مجلى لغير سهامها
ورفض السوى فرض علي لغيرتي
أغار عليها أن أراها وإنما
غرامي بدا في الكون يبدي قضيتي
إذا زمزم الشادي طربت تهتكا
عليها وفاضت في البرية قضيتي
أبرد ما بالقلب لو كان نافعا
توقدت الأضرام في كل شعرة
تلذ لي العذل في جنب حبها
فما ثم إلا الحسن في كل رتبة
على مثلها أفنى وأبلى تحيرا
وأرقص في الأغلال من فرط لوعتي
تفانيت عن حسي وجنسي وقد غدت
وشاة الورى تسعى بشأن مهيتي
وفي غنية عنها وعن زخرفاتها
تفانيت حتى قيل ليس بمثبت
رويدكم أبدت معاني جمالها
بخلوة سر السر دون أنيتي
خلوت بها رغما على الدهر بعدما
تولهت في سري بوجدي وحرقتي
سقاني الدجى خمرا بكأس ذوائب
على العود والمزمار في كف قينة
هي الشمس إلا أن ذاتي سماؤها
فلون الأنا فيها كلون المئية
تبدت على كاس فكان للطفه
بها هو إياها وإياه حلتي
لأنه عين العين والنقطة التي
أديرت به من قوس وتر هويتي
لقد طاح ظل العين في شمس عينه
فشاهدت عين العين في طي بردتي
أباح الهوى سري وقد كتمته
فصرت له معنى للطف حقيقتي
غني فقير مفلس متهتك
كئيب قتيل الحسن أقصى حظيرة
تدللت مذ لاحظت معنى جمالها
فصارت معاني الجفن تفتك جملتي
تغربت عن إلفي وكم تقاعدت
بي السفن العرجى على سطح لجتي
وكم لعبت أيدي الصبا بعقولنا
فصارت على متن القفار تفتتي
وكم قد تولهنا وذبنا صبابة
على إثرها يوم المعارك بغيتي
فخل جميع الكون واصرم حباله
وبدد كثافات العناصر صبغة
وحسن ظنونا بالورى لا تسيء بهم
فذلك أدنى المقت والباب سدت
ودونك بحر الشرع فالزم سبيله
ولا تعبأن بالمبطلين لشرعة
ودونك أهل الله فالزم ودادهم
وقربتهم فالباب منهم لحضرة
وإياك والتدبير للرزق إنه
يجر إلى التشكيك في سر كلمة
وإياك والتحجير للحق إنه
تجلى بتلوين على لون قبضة
ودونك فكر الوهم فالغه إنه
مؤد إلى تقييد عقل وصورة
ودونك والتجريد للقلب إنه
هو الغرض الأقصى ونيل الطريقة
ودونك والإطلاق في كل ما ترى
فذاك مراد الحق عين الخليقة
ودونك ذل النفس فابغه إنه
يرقى على الأفلاك فوق المجرة
ودونك حسن الظن فهو المنى والفو
ز والنيل للخيرات في كل رتبة
وإياك سوء الظن بالمرء إنه
هو المقت في الدارين بين البرية
وإياك والإعطاء للنفس حقها
فذاك هو الإغواء أصل البلية
ودونك والتمزيق للعرض إنه
هو الآية الكبرى وسبل المحجة
وإياك والإكثار للأكل إنه
مضر وللإرخاء باد بشهوة
وإياك والإكثار للنوم إنه
يقسي عليك القلب في كل مرة
وإياك أن تنعى لنفسك وألقها
على الزبل إن شئت المعالي بسرعة
ودونك ود الود فاحفظه إنه
علامة إيمان ومزج المودة
ولا تنسه بين الأعادي لأجل أن
تقوم بأمر الحق أمر الأخوة
ولا تنس من أولاك خيرا لأن ذا
طباع لأحرار نأوا عن كثافة
وإياك والأغيار لا تكترث بها
لأن شهود الحق يفني البقية
وطهر قبيل العصر كلك مخلصا
وألق وجود الظل في ماء وحدة
وكبر على الأكوان تكبير ميت
تفانى عن الإحساس لما تجلت
وألق مثال الظل ف صبح شمسها
وصارم شكوك العقل في شأن سجدة
وصل صلاة الجمع في فرق جمعه
لكي تنزوي عنك البقايا الكثيفة
تصير بمرأى للخطاب ومسمع
محلا لنفث الروح إرث النبوة
فحيهلا بالشكر فيها وواصلن
ودع عنك أرباب الدعاوي السخيفة
وشقق عليها الثوب والقلب واشطحن
على الكون في حانات جمع الأحبة
ودونك والإكثار للذكر إنه
صقيل لمرآة الفؤاد الصدية
ومزق ثياب العز في جنب وصلها
فإن فناء النفس شرط لوصلة
تنزه عن الشرك الخفي فإنه
تبدى على كل بأحسن صورة
ودونك مرمانا فرمه فإنه
محجتنا البيضا وأوثق غروة
طريقتنا أربت على الفلك تبتغي
مراتب فوق الفوق من بين إخوتي
سلالتنا فاقت سلالة من غدا
جليس بساط القرب من فتح خوختي
سلافتنا نمت على سطح حانة
أتت برقيق الغزل إرث النبوءة
لواؤنا خفاق على كل من دنا
حظيرة قدس الفيض من وشي حلتي
أتينا بغزل الفتح من حضرة الغنى
بإذن رسول الله شيخي وعمدتي
فعنه أخذنا ما تدفق جهرة
على صغر الأجرام حين شبيبتي
نجر ذيول العز في جنب وصله
على رتبة قعسا بأقصى حظيرة
بدايتنا فاقت نهاية غيرنا
فليس الثريا للثرى بقرينة
لنا الدولة العليا لدى الهول نرتقي
على نهج بحر الفضل قطب المجرة
لقد ركبت متن السعادة وانثنت
عن الطرد والإبعاد بل كل شقوة
وحازت سعادات تقاعد دونها
أسود الورى من أس مركز نقطة
كذا كل مار في الطريق رآهم
حبته سعادات ففاز ببغية
على رغم أهل البعد نالوا مفاخرا
فحيهلا بالقرب منا لحضرة
ومن هو من أهل المعارف شامنا
فأبدى عشير العشر في شأن صحبة
ومن هو من أهل المعارج غابنا
وأنكرنا والجهل شأن البرية
كذا كل من والى بجنبه معرضا
عن الصدق والتصديق باب زويتي
لنا الخوض في بحر العجائب جهرة
ولسنا أسارى الغير في فتح عجمة
ومن رام منحى فليرمه فعندما
يرجى التلاقي تنزوي غين شبهة