إذا ما وردنا ماء مدين أشرقت
موارد وردي في انتهازي فرصتي
وإبت بما أرجو من الدهر إذ مرا
مي وصل لأوج الدائرات بجذبتي
فتنخرط الأرواح مني بمشهد
المعارف والأسرار من حيث نشأتي
ولكن إذا رمت الورود وقد كُلم
تُ من ظمإ في الهاجرات الظميئة
وجئت لحي القوم أرجو شرابهم
بلا مهر أرواح ولا بذل مهجتي
ولا فانيا عن زينة الزخرفا من
هوائية الدنيا بغشية غفلتي
ولا خالعا عني ثياب خواطر
تكدر قلبي عن وصالي لحضرتي
ولا فاتقا رتق الغشاوات عن قلي
ب من كدرات الجسم في أصل طينتي
ولا راتقا فتق القواطع من حضي
ضِ سفليات الأوهام في قفص شهوتي
ولا ساهرا في الحي أرجو وصالها
ولا ساهيا عن كل كلي وجملتي
ولا صارفا عني حبال الهوى ولا
تصاممت عما يقطعن وصل وصلتي
ولا كفكفت عني دموع غوادق
تطهر جفني من سواها وتوبتي
ولا تائبا من كل ذئب وخاطر
ووهم وإلباس وتكدر أكلتي
ولا راجعا عما تراودني الحظو
ظ مما سيرديني بأسباب هفوتي
وقلت لبواب القلوب الأخيرة
لم أجهدته الدهريات بسورتي
فقال وما في الحب يطمع فارحمي
أسيرك قد أبلته كل عظيمة
ولا فضل من أثخنته صوارم
بألحاظ ليلاه أغثني بعطفة
فقلت وهل أقوى على شرطكم فقا
ل إن صح منك الحب تقوى لصحبتي
واستأذنوا الحجاب يستأذنوا لنا
لنحظى بما ترجو الأماني وبغيتي
وكيف لنا بالشرب إن لم تكن لنا
دراهم عند الحانوي وأهبتي
فقلت لقد أربت محاسنكم على ال
عقول ما أدري بأية وجهة
أقابلكم يا أهل ود وهم هم
فمنوا فإن الشوق أودى بصولتي
وأنهكني قد أودعتني محاسنا
شناشنكم قربت نفسي ومهجتي
وأبليت جسمي في هواكم وأسهرت
جفوني أراعي الطيف في كل لحظة
وطهرت قلبي من سواكم فلا أرو
م في الكون إلا أنتم في طويتي
وأكثرت من ذكري لكم فتشرفت
مكامن أركاني بذكر أحبتي
وآليت لا أنفك أرعى وصالكم
إلى جنة الفردوس في أوج غرفة
وأحببت من أحببتموه وإن دي
ني يهوى الذي أحببتموه وشكيمتي
فقال لقد أدليت حجة عاشق
وأومأت بالتهيام في شأن وصلتي
فقلت وإن الحسن من شأنه الدلا
ل فارع أسيرا قد غدا بالأعنة
على كل حال قلبي وقف عليكم
وإن مت في الأعتاب مت بعشقتي
فإن لم يكن خبر فأحيا بما أتا
ني من خبر نعم السمير لنهمتي
وها أنا مطروح على الباب أرتجي
عواطفكم في كل صبح وروحة