أطلعن في قمر الأفوق شموسنا
ضحك الظلام لها وكان عبوسا
أنجوم أفق أم كمال أهلة
أبدور ليل غار منها جلوسا
أجنان أنس أم فسيح أجنة
أجموع شمل دائما محروسا
عمري نعم قد أقبل المولى لنا
في شدة وفرج يونسا
قسما بمن رفع السماء بغير ما
عمد ورفع فوقها إدريسا
وذب البسيطة فوق لج مزبد
ما أن يزال على القرار جيسا
بالمسك خطت نونه
من فوق وسنان اللواحظ نابسا
وبمنطق تصغي القلوب بسمعه
قدما فيشفي بالمزيد نسيسا
وبأكؤس أطلعن في جنح الدجى
شمس السلافة في سما خندريسا
وقدود أغصان يملن كأنها
تخفي حديثا بينها مأنوسا
إن الموالي والمعاني والندى
والبأس مهما تويتهم مخلوسا
إلا إذا نودي الأديب الأريج
المرتقى لمعالم تنفيسا
لبى الأديب الحاذق والمتقام
أي أنني ملبيا ورئيسا
جمع الندى والبأس والشيم
والسؤدد المتواتر العدموسا
بدر الهوى يأبى الظلال ضياؤه
أبدا فيجلو الظلمة الحنديسا
كم حكمة أبدى وكم قصد
للسالكين أبان منه دريسا
تلقاه يوم الأنس روضا ناعما
وتراه بأسا في الهيام يئسا
بلغ التي لا فوقها متوصلا
وعلى السما الرجيسا
من أنكر الفضل الذي أوتيته
حجر العيان وأنكر المحسوسا
بإيوان كسرى الفرس أبصر بعضه
ما كان يطمع أن يعد سبوسا
القلب أشدى له رئيس حياته
لم تعتبر مهما صفته رئيسا
خذها إليك على النوى سينية
ضحك الظلام لها وكان عبوسا