تباعد عني الأصل والوطن الذي
أقمت المدى فيه وفيه تولعي
تدكدك قلبي المستهام لبعدهم
وفتن القلب حين تروعي
ألا يا نسيم الصبح بلغ مقالتي
مقالة صب أنهك البين أضلعي
ألا يا طيور الجو من ذا يعيدني
جناحا له أسلوبه وتمتعي
لعلي إلى من هوى القلب مقلة
يطير به قلبي وطرفي ومسمعي
فيا ليتني لو كنت مثل حمامة
أطير سماء الدير وهو تضجعي
ويا ليتني لو كنت مثل سفينة
أذب ذبيبا والوصال تطمعي
ويا ليتني لو كنت ريح صبابة
أصب مقام الحب وهو تضوعي
نسيم الصبا بلغ سلامي إليهم
وانشد لهم بيتي وفيهم تفجعي
نهاري وليلي دائم الحزن والبكا
على حيرة لنحوا مكاني موضعي
تقادمني حب الديار وربعها
وأسكرني قبل الظهور بأجمعي
وليس الذي يدري الهوى وطروقه
كمن يعرف الحب الغريب الممنعي
ألا فافهموا ذوق الغرام بديهة
تحوزوا مقام السبق للسبق مزمعي
فليت زفير الشوق وما خلقا ولا
تعذب قلبي في الصبابة مجزعي
وقيدني رب العباد بقيده
وأجج في قلبي لهيب تزعزعي
فلو أسكن القلب الجزيع من الهوى
وكف أجيج الشوق
لغلبني قلب النسيم إذا سرى
بوقيدني قيد المهيم المرفعي
ومن ذا الذي يفدي النوى بحمامه
ويبقى خليلا للحبائب رتعي
ألا يا إله العرش قرب مسافتي
وباعد أناسا أقلقولي تصدعي
وصل على الهادي النبي محمد
نبي عظيم فاضل ومرقعي
وآل وكل الصحب طرا ومن تلا
وأتباعه الأمجاد طرا تقنعي