كم كنت في غمرات الحب أستبق
وكم أراني بحر الشوق أغتبق
وكم دهتني خطوب قد تشيب بها
ذوائبي وسهام الفتك تختنق
وكم رمتني بسهم الدهر عن بعد
وما أحول عن التهيام أنتشق
وكم سهرت على ود النوافح في
صيد الظباء عليها الروح تنفتق
وكم نصبت لها فخ الجفون على
مهواة وكر لعل الطيف ينسرق
أو تعثرن بذيل الحسن في نار
من ليلها فترى جفني تنطبق
وكم دنوت لنبت الشيح أرعى به
عل مهاة يراها الجفن يسترق
وكم تنمرت في قنص الشوارد لا
يصدني سارب عنهم وما أثق
وكم أحوم بحول الحي أرصدها
في كل مدرجة والقلب مؤترق
وكم تسورت في أرض المعارف ما
أرى سواها ولو بالبين أحترق
وكم رعفت لذاذات المنى ولكم
جارت علينا وكم للقلب ينفهق
وكم رتقت ميادين المعاطب لا
يألوني جهدا هيامي ما أرى أفق
وكم إذا كنت في سود الأسنة لا
أزال أذكر ثغرا منها ينعبق
ألا وإن مصابات الهوى ما رثت
لمن رمته خطوب والهوى أنق
وما درت ببرازخ لنا اقتنصت
أشكال من في مرائي الهجر يخترق
فالجيد جيد وإني أقتفي أثرا
من أجلها وهلال الأفق منمحق
ما كنت أدري نحول الأفق وهو مصا
ب بالهوى من هلال الأرض يا أفق
إني إذا اصطحباني أرض منطقة
البروج أحسبه بالوصل يحترق
وإن تناءت به الأرحام وانتعشت
أوصاله ولذيذ الوصل مفترق
فلا تزال شعاعات المطارح في
وصل التضايق في شكل له طرق
فاعجب لعال يرى في الكون مقتبسا
أنواره وبدا بالوصل ينفلق
وأعجب لناء يرى حيا وقد قربت
أنفاسه في ممات ما له فلق
هم أهل بدر فما في فعلهم حرج
وليهنك العلم فضلا ما بدا الأفق