أنخت مطايا الذل نحوك ملقيا
أكفّ الرجا بين الخيام أؤمّل
لعل لحاظا منك يطرق ساحتي
فأغدو ولي بين الليوث تذلل
أيا من غدا أملي عليه بلابلي
إليك طيور الوجد تعلو وتنزل
ترفق على رق تملكه الهوى
وليس له في غير مرماك منزل
فأنت لنا وصل وعيد وموسم
وروح وريحان وكأس مكلل
أيا من هو السبع المثاني ترفق بال
معاني غواني البان روضك مخضل
فليس ورا مرماي مرمى لذي هوى
وليس ورا مرماك مرمى ومنهل
فكم قد أتى صب لبابك فانجلت
دياجيه إن الأمر بعضه يذهل
وكم قد أتى من أذهل الدهر ضرّه
فصار معافى بالهاء مبلل
فكم قد أتى قطب لحيك يا منى
منائي ويا غيثي إذا اشتد مرحل
وكل يرى ما يعجز الفكر وصفه
وما ذاك إلا أن علياك مجمل
أيا كعبة القصاد دونك من غدت
جرائمه تبدي بأنه معضل
أيا شمس هذا الكون يا كعبة المنى
تدارك معنى بالبعاد مكبل
أيا كتاني يا ذروة المجد والعلا
ترفق على قلبي فإنه سائل
أيا صبح عصر الدهر يا منية المنى
فؤاد براه الدهر غيثك مسجل
أيا برزخ البحرين دونك مغرما
يريد مراما لا يفي به بلبل
وعار على من طوق الأمر كله
يرد ضعيفا سائلا جاء يسأل
أليس عجيبا أن رحمت متيما
وليس يرى في غير بابك يسأل
أليس عجيبا أن سيفك مصلت
وإني ضئيل من عدى أتحمل
أليس عجيبا أن جودك قد طغى
وأربى على كل تراه يسلسل
أبا ختم هذا الدهر يا نقطة غدا
سناها على كل الحروف مجلل
ترجى بمن قد صار رقا لرقكم
واسلم بذل النفس علك تقبل
على أنه لا يرتضي الذل في الهوى
ولكن مناكم دائما يتحمل
له همم أربت على الفلك تبتغي
مراتب فوق الفوق ليست تفاضل